عاجل

معاق يمني يرفع رؤوس ملايين اليمنيين ويشعرهم بالفخر - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
معاق يمني يرفع رؤوس ملايين اليمنيين ويشعرهم بالفخر - بوابة فكرة وي, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 10:15 مساءً

الحياة قاسية للجميع وبدون استثناء ، لكن الظروف القاهرة والعقبات التي تقف في طريق هذا الشخص أو ذاك هي التي تميز الأبطال والشجعان، فهم لا يتخاذلون ولا يتقاعسون ويذرفون الدموع كما يفعل الضعفاء والنساء العاجزين عن مواجهة أمور الحياة ، بل يقفون كالجبال الشامخة رافعين رؤوسهم، ويواجهون تلك الكارثة أو الكوارث بكل رجولة وشجاعة، وهم يعلمون ويوقنون إن الله لا يضيع عباده الصابرين والمحتسبين والذين على ربهم يتوكلون، وأن الله وعد الصابرين والمجتهدين بكل ما هو طيب خاصة إذا كان المسلك الذي يسلكونه قويما ولا يسخط الله.

شخص بسيط من عامة الناس، لكنه بطل من الأبطال بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فقد أصيب بالسرطان، ثم بترت ساقه، وصار يسير بساق واحدة ويتكئ في الأخرى على العكاز ولديه 8 أطفال ولابد من إطعامهم، فهل اتخذ من تلك الإعاقة والعاهة الدائمة أسلوبا للتسول، أو طلب من أطفاله الخروج للشوارع يتسولون الناس ويذرفون الدموع لاستدرار رحمتهم وشفقتهم، أو طلب من زوجته أن تحتضن طفله الرضيع والجلوس في أبواب المساجد او علىىقارعة الطريق، لعل هناك من يشفق عليها وعلى طفلها؟ لا أبدا لم يلجأ لهذا الأسلوب الرخيص الذي لجأ إليه كثير من ضعفاء النفوس الذين فضلوا إهانة أنفسهم وتدمير كرامتهم من أجل الحصول على الفتات، فقد كان هذا البطل يدرك ان الله لا يحب هذا الأسلوب، ورغم انه شخص غير متعلم لكن فطرته السليمة جعلته يوقن إن رب العالمين يحب اليد العليا ولا يحب اليد السفلى، وهو سبحانه وتعالى أمتدح الناس الذين رغم حاجتهم لا يسألون الناس الحافا حتى ان البعض يعتقد انهم أغنياء او غير محتاجين، لشدة تعففهم.

هذا البطل بلغ الخمسين من عمره ويدعى " محمد إبراهيم العمادي" أرسل عائلته إلى القرية وبقي هو في المدينة يخرج بعد صلاة الفجر ولا يعود الا مع غروب الشمس، وأحيانا قد يستمر في عمله حتى صلاة العشاء، وطوال هذا الوقت يتنقل في الشوارع بين الجولات ليبيع المناديل الورقية، ويبدوا إن الناس قد اعجبوا بهذا البطل وتعاطفوا معه، خاصة انه كان بعكاز وساق واحدة ، لكنه يرفض ان يمد يده للآخرين، ويريد ان يكسب قوته وقوت أولاده من عرق جبينه، فكانوا يشترون منه كنوع من المساعدة لهذا البطل المكافح من أجل نفسه وأطفاله.


موقف يبكي العين ويهز الوجدان والمشاعر كشف معدن هذا البطل، فقد جاء إليه في الجولة شاب أنيق ويبدوا أنه ميسور الحال، ليخبره انه فقد محفظته وانه بحاجة إلى ألف ريال حتى يتمكن من استئجار سيارة تقله إلى منزله، لم يكن البطل " العمادي " يعرف الشاب، وكانت الألف الريال بالنسبة له ثروة، فدخله اليومي من بيع المناديل لا يزيد عن 1400 ريال، ورغم ذلك لم يتردد لحظة واحدة، وأخرج المبلغ وأعطاه للشاب وهو يبتسم، وقد تأثر الشاب لهذا الكرم النادر من رجل لا يمتلك من حطام الدنيا سوى بيع المناديل ليطعم بها نفسه وأطفاله، فوعده ان يعيد له المبلغ في الغد لكن الرجل الشهم أخبر الشاب إنه إذا كان غير قادر على التسديد فهو يسامحه دنيا وأخرة، وهناك أمر اخر جعل الشاب يزداد اعجابا بهذا البطل، فقد اخبره ان لديه ولدين وهما متزوجين، وعندما سأله الشاب لماذا لا يطلبون منه ان يمكث بالبيت ويتولى أولاده الكبار رعايته هو وبقية أطفاله، برر هذا البطل سبب ذلك وأخبره إن ولديه الشابين متزوجين ولديهم أطفال، وهما يعملان لإعالة أطفالهم وزوجاتهم ولا يريد ان يرهقهما بمصاريفه ومصاريف بقية أولاده.

وجاءت المكافأة الربانية لهذا البطل الكريم، فقد تبين ان ذلك الشاب الذي استلف منه المبلغ يقوم هو وصديقه على نشر برنامج يتعلق بالجانب الاجتماعي والإنساني، لمعرفة تصرفات المحتاجين اذا طلب أحد منهم المساعدة، وقد حصل من مقدمي البرنامج على جائزة مائة ألف ريال، بعد ان سأله أسئلة بسيطة أجاب عليها وساعده من كان حوله، ثم زف إليه مقدم البرنامج البشرى وأخبره بالمفاجأة السعيدة، وأكد له إنه شخصيا تواصل مع جهة طبية تقوم بعمل السيقان الصناعية وانه سوف يحصل على واحدة مجانا ودون أي مقابل، وستجعله في غير حاجة للعكاز، فذرف هذا البطل الدموع من شدة الفرح والسعادة بالمكافأة المالية وأيضا بالساق الصناعية التي ستمنح له.


لله درك أيها البطل الشجاع، فوالله انك لترفع الرأس وتحتاج قبلة على جبينك، وقد اثبت للعالم معدن الإنسان اليمني، وبأنه شعب عظيم يستطيع ان ينحت في الصخر ويهز الجبال الراسيات، بمثابرته وجهده وتوكله التام على الرزاق ذو القوة المتين، ، هذا الإيمان واليقين رافقه عمل جاد فلم يخذلك الله، وسهل لك الأمور رحمة بك وبأطفالك، وأمثالك لن يضيعهم الله أبدا، ما داموا يفضلون بذل الجهود الخارقة والتعب طوال النهار وسط الشموس الحارقة أو البرد القارس من أجل لقمته ولقمة أطفاله، على أن يمدوا أيديهم ويهينوا كرامتهم، فشكرا لك من الأعماق أيها الرجل النبيل، وثق تماما إن الله سيرعاك ويرعى أطفالك ويفتح لك الأبواب ولا يجعلك تحتاج لأي مخلوق ودمت بخير وسلام .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق