نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مدير آثار لحج يرفض تسليم قطع مستعادة حتى تعويضه بـ20 مليون ريال - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025 12:05 صباحاً
أعلن مدير عام مكتب الآثار والمتاحف بمحافظة لحج، عارف عبدالعزيز سعيد، رفضه تسليم قطع أثرية تم استعادتها إلى الجهات المختصة، قبل أن يتم تعويضه بمبلغ 20 مليون ريال يمني، كشف أنه دفعها من ماله الشخصي لمواطنين مقابل استرجاع تلك القطع التي كانت مفقودة منذ حرب عام 2015.
وقال عبدالعزيز في تصريحات صحفية إن عملية استعادة هذه القطع الأثرية المهمة تمت عبر جهود شخصية وبتمويل ذاتي، بعد أن ظلت بحوزة مواطنين لسنوات طويلة.
وأكد أن القطع المذكورة محفوظة الآن في مخازن خاصة، وأن ملكيتها تعود للدولة، وليست ملكًا خاصًا لأي جهة أو فرد.
وأوضح أن المبلغ الذي أنفقه شخصيًّا على استعادة تلك الآثار الوطنية بلغ نحو 20 مليون ريال، مشيراً إلى أنه اضطر إلى الاستدانة لتأمين هذا المبلغ، من أجل منع تلف أو هدر هذه الإرث التاريخي.
وأضاف: "نحن نحتفظ بهذه القطع في انتظار أن تقوم الجهات المعنية بسداد ما دفعناه، ومن ثم سنقوم بتسليمها بشكل رسمي وبحسب الأصول".
وأشار عبدالعزيز إلى أن مكتبه يعمل في ظروف بالغة الصعوبة، دون أي دعم مادي أو لوجستي من السلطات المحلية أو المركزية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها الآثار في المحافظة، بما في ذلك عمليات النهب والعبث المستمر في المواقع التاريخية.
وقال: "نفتقر لأي إمكانيات، ونؤدي مهامنا بجهود فردية وتحركات شخصية، وفي ظل تجاهل تام من الجهات المسؤولة".
وأكد أن محافظة لحج تحتوي على أكثر من 50 موقعًا أثريًّا، أغلبها تعرض للنهب أو لا يزال مهددًا بالدمار، محملًا الجهات الأمنية والمدنية مسؤولية حماية هذا الإرث الوطني، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الآثار ليس مسؤولية مكتب الآثار فقط، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف.
"صبر الأثري": ضحية البناء العشوائي والتجاهل الرسمي
ولفت عبدالعزيز إلى حالة الموقع الأثري الشهير "صبر"، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من 3500 سنة قبل الميلاد، ويُعد من أهم المواقع الأثرية في اليمن، حيث كان يحتوي على أقدم مصنع لصناعة الفخار في التاريخ البشري.
وأشار إلى أن هذا الموقع تعرض لعمليات بسط وبناء عشوائي على مساحة كبيرة منه، حيث لم يتبقَّ منه سوى أقل من فدان من أصل 40 فدانًا كانت تشكل مساحة الموقع.
وأكد أن عشرات الرسائل والتحذيرات قد وجهت إلى المسؤولين الحكوميين والمحللين حول خطورة الوضع في "صبر" وغيرها من المواقع، إلا أنها لم تحظَ بأي استجابة تُذكر، ما زاد من حدة القلق بشأن مستقبل هذه الإرث الحضاري.
نداء من عالم الآثار
بدوره، أكد رئيس فريق التنقيب الدكتور رفعت بدوس أن المواقع الأثرية في لحج ليست فقط إرثًا وطنيًّا، بل إرثًا إنسانيًّا عالميًّا، تستحق اهتماماً دولياً ومحلياً.
وأوضح أن مواقع مثل "صبر الأثري" شهدت مشاركة فرق تنقيب دولية من ألمانيا وروسيا، والتي كشفت عن آثار عمرها آلاف السنين، تدل على وجود حضارة متقدمة في المنطقة.
ودعا بدوس السلطات المحلية والأمنية في محافظة لحج إلى التحرك الفوري والعاجل لحماية ما تبقى من هذه المواقع، خصوصًا في ظل التوسع العمراني غير المنظم الذي تشهده بعض المناطق، وخاصة في مديرية تبن، والذي يمثل تهديدًا مباشرًا لبقاء آخر ما تبقى من الإرث التاريخي في المحافظة.
وفي ظل تصاعد التحذيرات من تدهور حالة المواقع الأثرية في لحج، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى جدية الجهات المعنية في الحفاظ على التراث الوطني، ومدى استعدادها لتحمل مسؤولياتها تجاه إرث يعكس عمق الهوية التاريخية لليمن والبشرية جمعاء.
0 تعليق