نشر في باب نات يوم 30 - 06 - 2025

تمّ، الإثنين، بجزيرة جربة إطلاق مشروع "تونس وجهة مستديمة"، الذي سيتواصل حتى سنة 2028. ويهدف المشروع إلى دعم السياحة المستديمة في تونس عن طريق وجهتي الظاهر وجربة وجهة سوسة. ويشمل المشروع ذاته تنويع المنتوج السياحي والتكوين وتحسين المهارات بالقطاع السياحي مع تحسين المنظومة التشريعية لتسهيل انجاز المبادرات الرامية الى تعزيز مقومات السياحة البديلة من طرف الشباب والنساء، فضلا عن وضع السياحة صلب البيئة والموروث الثقافي والمجتمعات المحلية ودعم السياحة، المحترمة، والتّي تثمن الخصوصيات المحلية، وفق المشرفة على المشروع، بثينة غربي.
ويأتي المشروع في اطار التعاون التونسي السويسري، ويعود الى 10 سنوات خلت، في مسار انبنى على الثقة والالتزام المتبادلين وعلى رؤية مشتركة لتنمية السياحة بشكل مستديم، وفتح افاق جديدة لشراكة استراتيجية ولمسار تنموي متكامل في مجال السياحة المستديمة، محققا نتائج ملموسة واثرا واضحا في الجهات، وفق المديرة العامّة للتعاون الدولي بوزارة السياحة، هدى مثلوثي.
واشارت مثلوثي في هذا السياق الى احداث هيكل تصرف في الوجهة السياحية الظاهر سنة 2018، وهيكل التصرف في الوجهة السياحية جربة، سنة 2021، بما ساهم في تعزيز نجاعة الحوكمة المحلية وتثمين الخصوصية التراثية والثقافية. وأكّدت مواصلة المسار بنفس الثقة للارتقاء بالتجربة الى مستوى جديد يجعل من السياحة دعامة حقيقية للتنمية ورافعة لتحسين جودة الحياة بانطلاق هذا المشروع تونس وجهة للسياحة المستديمة.
وأبرزت ان المشروع يقوم على رؤية واضحة في جعل السياحة رافعة للتنمية والادماج الاجتماعي وخلق الثروة على المستوى المحلي وذلك في مواصلة للقيام بجملة من الانشطة في مناطق الجنوب الشرقي عبر تثمين المكتسبات المنجزة عبر هيكلي التصرف في وجهات جربة والظاهر على ان يتوسع ليشمل جهات اخرى ذات امكانيات كبرى بالاقليم الخامس. وثمن ارث هذا الاقليم ومخزونه الثقافي والتاريخي لتستفيد منه المؤسسات السياحية الصغرى والمتوسطة بالمناطق المعنية من برامج تكوين واليات دعم لتقديم منتوج سياحي مبتكر ومستديم لفئة من السياح تتطلع الى ان تعيش تجربة سياحية.
واشارت الى ان المشروع سيشمل، ايضا، ولاية سوسة عبر استراتيجية ترابية تهدف الى دعم السياحة المستديمة مشددة على أهمية المشروع في إعادة هيكلة السياحة المستديمة ترابيا بما يتماشى مع الطموحات الوطنية في مجال التنمية الجهوية والتكامل بين القطاعات واللامركزية الفعلية.
وينفذ المشروع بالتعاون بين كتابة الدولة للاقتصاد السويسري ووزارة السياحة، في تجربة جديدة مواصلة لنجاح تجربة ارساء هياكل التصرف في وجهات الظاهر وجربة، لأوّل مرّة في تونس ولدعم الجهات في سعيها نحو ارساء سياحة مستديمة وشاملة وفق ممثلة الطرف السويسري (كتابة الدولة للاقتصاد السويسري)، فلورانس كلارك، مضيفة ما سيتيحه المشروع من دعم فني ومالي لتعزيز وتثمين التراث الثقافي والطبيعي وتنويع العرض السياحي وادماج المجتمعات المحلية في التنمية.
من جهته أوضح المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة، محمد مهدي الحلوي، ان نجاح تجربتي احداث هياكل التصرف في الوجهة السياحية جربة والظاهر، اثمر مشروع تونس وجهة للسياحة المستديمة، وظهور هياكل تصرف في وجهات اخرى بالمهدية وزغوان وتونس المدينة في تجارب ناجحة لتنمية الجهات الداخلية سياحيا وتمكينها اكثر من الاندماج واخذ نصيبها من التنمية، وأوضح ان هذه الهياكل تنبع، اساسا، من المهنيين ومن السكان المحليين المشاركين بفاعلية في هذه الهياكل وياخذون زمام المبادرة ليكونوا فاعلين في تنمية هذه الوجهات
وابرز اهمية هذه الهياكل في تنويع المنتوج وتمديد الموسم السياحي وتحقيق نقلة نوعية للقطاع السياحي يتجاوز صفة الموسمية ليشمل فترة أطول من السنة.
ومثل حفل اطلاق مشروع، "تونس وجهة مستديمة"، مناسبة لتسليط الضوء على مبادرات الشركاء المنخرطين في تجارب هياكل التصرف في الوجهات وتقاسم الرؤى والتصورات من اجل سياحة أكثر استدامة.
وعلى هامش هذا اليوم افاد المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة ان عدد السياح، الذين زاروا تونس بلغ 4،72 ملايين سائح، منذ بداية السنة، وحتّى يوم 20 جوان 2025، بنسبة تطور، فاقت 11 بالمائة، مقارنة بالسنة الماضية. وأشار إلى أنّ هذا التطوّر يسمح بتكهن وصول عدد زوّار تونس إلى 11 مليون سائح سنة 2025. وأفاد أن عائدات القطاع السياحي تجاوزت، خلال الفترة ذاتها، 3 مليون دينار، أي بتحسّن بنسبة فاقت 8،5 بالمائة.

.