الثلاثاء 08 يوليو 2025 | 09:05 مساءً

أمير المدينة المنورة يدشّن تمرين "استجابة 17" لمكافحة التلوث البحري في ينبع

أكّد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن رعاية القيادة الرشيدة -أيدها الله- لجهود حماية البيئة والتأهب للطوارئ البيئية تمثل رؤية إستراتيجية وطنية تعزز الاستدامة البيئية وتحفز على تطوير منظومة الاستجابة الوطنية لحالات التلوث.
جاء ذلك خلال رعاية سموه لفعالية تدشين تمرين 'استجابة 17' التعبوي الوطني، الذي نظمه المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي بمحافظة ينبع، بحضور عدد من مسؤولي القطاعات الحكومية في المنطقة.
تكامل الجهود لحماية البيئة البحرية
أشاد سمو أمير المنطقة بالجهود المبذولة من قبل المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي وجميع الشركاء من الجهات الحكومية والخاصة، منوّهًا بجاهزيتهم العالية والتنسيق المشترك الذي يعكس التقدّم الملحوظ الذي حققته المملكة في الاستجابة لحوادث التلوث البحري. وأشار إلى أن البيئة البحرية تمثل أحد مقدرات الوطن الطبيعية المهمة، وهو ما يتطلب تطوير القدرات لضمان سلامتها واستدامتها، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر الرئيس التنفيذي للمركز المهندس علي بن سعيد الغامدي عن شكره لسمو أمير المنطقة على رعايته الكريمة، مؤكدًا أن هذه الرعاية تجسّد اهتمام القيادة بتعزيز القدرات البيئية ومواجهة التحديات.
وأوضح الغامدي أن البيئة البحرية تُعد من أهم الموارد الوطنية لثرائها بالموائل الطبيعية والتنوّع الأحيائي، فضلًا عن دورها في دعم الاقتصاد من خلال حركة الملاحة والمشروعات الكبرى. وأشار إلى أن التمرين يأتي تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء باعتماد الخطة الوطنية لمكافحة التلوث البحري، والتي تشمل تنفيذ تمرينين سنويًا لتعزيز كفاءة الاستجابة الطارئة.
مشاركة واسعة وجهوزية عالية في "استجابة 17"
أفاد الغامدي أن تمرين 'استجابة 17' يُعد من أضخم التمارين البيئية في المنطقة، حيث شاركت فيه أكثر من 56 جهة حكومية وخاصة، وتم استخدام 15 وسيلة بحرية متخصصة، إلى جانب طائرة استجابة سريعة، وأكثر من 2600 متر من الحواجز المطاطية، و4500 متر من الحواجز الماصة، بالإضافة إلى 31 كاشطة زيت.
وشملت التمارين استخدام أحدث تقنيات الرصد مثل الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، وتقنيات المحاكاة والنمذجة، ما يعكس حجم التجهيزات والتقدم الذي أحرزته المملكة في مجال الاستجابة البيئية السريعة.
أشار الغامدي إلى أن نسبة جاهزية المنشآت الحيوية في منطقة المدينة المنورة ارتفعت بنسبة 120% منذ عام 2022، مما يدل على تحسّن ملحوظ في الأداء والاستعداد. كما أشار إلى تأسيس شركة 'سيل' الوطنية، المتخصصة في مكافحة التلوث البحري، التي بلغت قدرتها التشغيلية نحو 75 ألف برميل يوميًا في البحر الأحمر، مدعومة بتقنيات الاستشعار عن بعد والرصد الذكي.
عرض مرئي ودشن غرفة العمليات الميدانية
شهد الحضور عرضًا تقديميًا ومرئيًا حول جاهزية منظومة الاستجابة البيئية، وأهمية سرعة التحرك للسيطرة على حوادث التلوث، إضافة إلى فيديو توضيحي يبرز دور التمارين التعبوية في رفع التنسيق والكفاءة التشغيلية بين الجهات المختصة.
عقب ذلك، دشّن سمو الأمير سلمان بن سلطان تمرين 'استجابة 17'، واطلع على غرفة العمليات الميدانية، متابعًا أداء الفرق المشاركة في تنفيذ العمليات.
واختتمت الفعالية بتنفيذ فرضية 'العمليات الساحلية لمكافحة التلوث'، والتي تحاكي سيناريوهات واقعية للتعامل مع الانسكابات الزيتية والمواد الضارة في البيئة البحرية، بما يعكس الجاهزية والاستعداد الكامل لمواجهة مثل هذه الطوارئ البيئية على أرض الواقع.
0 تعليق