نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة حديثة تكشف أن 70 بالمائة من مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء لا يثقون في المنظمات الدولية المعنية بالهجرة - بوابة فكرة وي, اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025 07:29 مساءً
نشر في باب نات يوم 08 - 07 - 2025
كشفت دراسة حديثة بعنوان "المهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس: الملامح، المعيش، وانحرافات السياسات الهجرية"، ان 70 بالمائة من المهاجرين غير النظاميين لا يثقون في المنظمات الدولية المعنية بقضايا الهجرة، ويعتبرونها متواطئة مع الأنظمة الأوروبية، ولم توفّر لهم حلولًا إنسانية.
وأكد الباحثون القائمون على هذه الدراسة، التي قُدّمت لأول مرة اليوم الثلاثاء بقاعة الريو بالعاصمة، تحت إشراف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية بالشراكة مع مخبر البحث "الدولة والثقافة وتحولات المجتمع ECUMUS" بجامعة صفاقس، أن هذا العمل الأكاديمي يُعد فعلًا مقاومًا وسلاحًا علميًّا في مواجهة العنصرية.
وبيّن المشرف على الدراسة التي تتوزع على عدة مقالات علمية، الأستاذ زهير بن جنات، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صفاقس، أن هذه المبادرة البحثية تمثّل دراسة ميدانية أُنجزت خلال السداسي الأول من سنة 2024، وشملت ولايات تونس الكبرى، مدنين (جرجيس)، وصفاقس (العامرة وجبنيانة).
اعتمدت الدراسة على أدوات منهجية كمية ونوعية، حيث تم توزيع 402 استبيان، استُخدم منها 397، إلى جانب إجراء مقابلات فردية معمّقة، وتنظيم ثلاث مجموعات بؤرية مع مهاجرين غير نظاميين من جنسيات مختلفة من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
ويطمح هذا البحث العلمي، وفق ما أكّده القائمون عليه، إلى تفكيك السرديات المرتبطة بقضية الهجرة غير النظامية لمهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تصوّر هذه الهجرة على أنها "غزو" أو "تغيير للتركيبة الديمغرافية" أو "مؤامرة دولية". وبيّنت الدراسة، من خلال تحليل علمي وموضوعي، عدم وجود أدلة ملموسة تدعم هذه السرديات.
وكشفت الدراسة، المنجزة خلال السداسي الأول من سنة 2024، أن 85 بالمائة من المهاجرين غير النظاميين دخلوا إلى تونس عبر الحدود البرية (60 % من الحدود الجزائرية، و25% قدموا من ليبيا) في حين وصل 14 بالمائة منهم إلى تونس جوًا، عبر المطارات، نظرًا لكون تونس لا تفرض تأشيرات دخول على مواطني العديد من هذه الدول.
وأوضح الأستاذ زهير بن جنات، أن هناك تغيرًا ملحوظًا في تركيبة المهاجرين غير النظاميين من حيث العمر والحالة الاجتماعية مقارنة بفترات سابقة، حيث أصبح الوافدون ينتمون إلى جنسيات أكثر تنوعا من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وتراوحت أعمارهم حتى 48 سنة، إلى جانب تسجيل وجود عدد كبير من الأطفال، سواء كانوا برفقة أوليائهم أو غير مصحوبين إضافة إلى ظهور بما يسمى الهجرة العائلية.
كما أظهرت الدراسة تصاعد ما يُعرف ب"تأنيث الهجرة"، إذ أصبحت النساء يشكّلن حوالي 27 بالمائة من مجموع المهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس.
كما أبرز هذا البحث العلمي أن المستوى التعليمي للمهاجرين غير النظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء يُعد في المجمل "متقدمًا"، حيث يتمتع 27بالمائة منهم بمستوى جامعي، مقابل 10بالمائة لا يُجيدون القراءة والكتابة، في حين تتوزع النسبة المتبقية على مستويات تعليمية متوسطة.
من جهتها، اشارت الباحثة في العلوم السياسية ياسمين عكريمي، المشاركة في هذا البحث بمقال "الولوج إلى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في سياق هجرة هشة" باللغة الفرنسية، أن 85 بالمائة من المهاجرين غير النظاميين لم يتلقوا أي مساعدة من المنظمات الدولية وواحد من بين 5 مهاجرين يتعرض على الأقل إلى نوع من أنواع الاستغلال الاقتصادي و 30 بالمائة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة و 40 بالمائة تعرضوا إلى عنف جسدي.
.
0 تعليق