حلب-سانا

أقيم في كلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية بجامعة حلب اليوم المعرض الفني بعنوان “رسم غير هندسي”، الذي نظمه مكتب شؤون الشباب في الجامعة وضم مواهب فنية لافتة بين طلاب الهندسة ويستمر لمدة يومين.

وتحولت قاعات الكلية إلى صالات عرض، استضافت 110 أعمال فنية متنوعة أنجزها 20 طالباً وطالبة، متحدين بذلك الصورة النمطية عن طالب الهندسة، حيث لم تقتصر الأعمال على نمط واحد، بل تنوعت بين بورتريهات دقيقة تعكس براعة اليد، ولوحات تستحضر جمال حارات حلب القديمة وتراثها العريق، وأعمال مستوحاة من عالم الرسوم المتحركة إلى جانب لوحات للطبيعة الصامتة، وأخرى خطية تحمل بين طياتها رسائل قيمية وإنسانية.

ولم يقتصر الإبداع على الرسم، بل امتد ليشمل فنون الأشغال اليدوية الدقيقة والتصوير الفوتوغرافي، ما أضفى على المعرض بُعداً حرفياً وجمالياً شاملاً، يؤكد أن الإبداع لا يعرف حدود التخصص.

وأكد عميد كلية الهندسة الكهربائية الدكتور عماد الروح في تصريح لمراسلة سانا، أن هذه التجربة هي الأولى من نوعها في الكلية، حيث منحت الطلاب مساحة حرة للتعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم، وأثبتوا أن بين جدران الكليات العلمية، تظهر مواهب فنية رائعة تستحق الظهور والتقدير.

بدوره أشار نائب عميد الكلية للشؤون الإدارية الدكتور يحيى فريد في تصريح مماثل إلى أهمية مثل هذه الفعاليات التي تكشف عن جوانب إبداعية للطلاب، وهي ليست ترفاً، بل ضرورة لتنمية الشخصية المتوازنة ومساعدتهم في تجاوز الضغوط الدراسية اليومية.

من جانبه أوضح مدير الأنشطة الثقافية والفنية في مكتب شؤون الشباب بالجامعة كاظم الصيادي، أن معرض “رسم غير هندسي” ليس حدثاً منعزلاً، بل هو حلقة ضمن سلسلة معارض يجري تنظيمها في مختلف كليات الجامعة.

وأشار الصيادي إلى أن الهدف من المعرض هو “إحياء النشاط الثقافي والفني في رحاب الجامعة بعد سنوات من الركود، وإثبات أن الحياة الجامعية ليست محاضرات وامتحانات فقط، بل هي أيضاً فضاء رحب للإبداع، وتبادل الخبرات، واكتشاف الذات.

من جهته بين ممثل الأنشطة الثقافية في الكلية محمد قريوي، أن اختيار عنوان المعرض “رسم غير هندسي” جاء ليؤكد أن الفن ليس حكراً على تخصص معين، وأن طلاب الهندسة يمتلكون حساً جمالياً ومواهب فنية، تحتاج إلى الدعم والرعاية.

ومن بين الوجوه الإبداعية التي برزت في المعرض، الطالبة آية ريس التي عرضت مجموعة متميزة من الأعمال اليدوية المصنوعة من الخرز تحت علامتها التجارية “رايا ستور”، مشيرة الى أنها بدأت هذا المشروع الصغير قبل نحو ستة أشهر، وتعلمت الحرفة بشكل ذاتي عبر الإنترنت، حيث إن المعرض كان فرصتها الذهبية للترويج لأعمالها، والتعريف بموهبتها خارج نطاق الدراسة.

ولقي المعرض في يومه الأول تفاعلاً كبيراً وحضوراً لافتاً من قبل الطلاب والزوار وأعضاء الهيئة التدريسية، وهو ما دفع المنظمين إلى التطلع نحو توسيع نطاق الفعالية مستقبلاً، لتشمل مشاركات أوسع من طلاب كليات أخرى في جامعة حلب تعزيزاً لرسالة أن الإبداع هو اللغة المشتركة التي تتجاوز حدود التخصصات الأكاديمية.