دينا الحسيني تكتب: «حسم» الجناح المسلح للإخوان وجرائم لا تسقط بالتقادم - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دينا الحسيني تكتب: «حسم» الجناح المسلح للإخوان وجرائم لا تسقط بالتقادم - بوابة فكرة وي, اليوم السبت 5 يوليو 2025 05:02 مساءً

بينما خرج الملايين في 30 يونيو 2013 يعلنون سقوط حكم جماعة الإخوان، كانت قيادات التنظيم في الخارج تُعيد ترتيب أوراقها للعودة من بوابة العنف. في الخفاء، تأسس جناح مسلح يحمل اسم «حسم»، ويُدار بأيدٍ إخوانية، ليكون أداة الانتقام من الدولة. لم تكن «حسم »مجرد تنظيم إرهابي، بل كانت جريمة منظمة ارتكبتها الجماعة عن وعيٍ وتخطيط، واستخدمت فيها الشباب كوقود، والدين كغطاء، والدم كسلاح.

في 16 يوليو 2016، صدر أول بيان تبنٍ باسم «حسم»، أعلن عن محاولة اغتيال رئيس مباحث مركز طامية بالفيوم. لم تكن العملية مجرد جريمة عابرة، بل كانت الإعلان الرسمي لانطلاق ذراع مسلح محترف، يعمل وفق تكتيك الخلايا العنقودية، ويتلقى تعليماته من القيادي الإخواني محمد كمال، مؤسس ما عُرف بـ«اللجنة الإدارية العليا» للجماعة بعد سقوطها. كلف محمد كمال مجموعات العمل النوعي بتنفيذ عمليات ضد رجال الجيش والشرطة والقضاء، ونسّق مع قيادات إخوانية هاربة لتدريب كوادر شابة داخل مصر وخارجها، بدعم استخباراتي إقليمي، لإشعال حرب استنزاف ضد الدولة.

في أكتوبر 2016، سقط محمد كمال في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن  عقب ضبطه. ومنذ ذلك الحين بدأت خيوط «حسم» تتفكك. كشفت تحريات الأمن الوطني في القضية 441 أمن دولة تفاصيل أخطر مما تخيله أحد: اجتماعات تنظيمية لقيادات إخوانية بالخارج لإحياء العمل المسلح، تشكيل جناح عسكري باسم «حسم» و«لواء الثورة»، اختيار العناصر من شباب الحراك الثوري بعد فحص بدني ونفسي، معسكرات تدريب في السودان وماليزيا على المتفجرات والأسلحة الحديثة، هيكل تنظيمي دقيق يشمل خلايا للرصد، والدعم، والتمويل، والتزوير، والعمليات.

شملت قيادة «حسم» شخصيات بارزة منها يحيى موسى (المتحدث باسم وزارة الصحة في عهد الإخوان)، وعلاء السماحي، ومحمد عبد الرؤوف سحلوب (مسؤول العمليات)، ووجدي العربي (المسؤول عن التدريب الاستخباراتي بماليزيا)، وطارق فراج (مدير معسكرات التدريب بالسودان). هؤلاء وغيرهم أشرفوا على إدارة مجموعات خطيرة مسؤولة عن رصد شخصيات عامة، تجهيز عبوات، وتنفيذ اغتيالات.

منذ انطلاقها، نفذت «حسم» سلسلة من العمليات النوعية، منها محاولة اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة، واستهداف موكب النائب العام المساعد، واغتيال ضباط شرطة في الجيزة، وتفجيرات بالمعادي والقاهرة والفيوم والمنصورة، إضافة إلى الهجوم على مأموريات أمنية ومنشآت شرطية. كل هذه العمليات أعلنت عنها الحركة عبر منصات سرية قبل أن تُغلق.

في عام 2018، أدرجت الولايات المتحدة «حسم» كتنظيم إرهابي عالمي، كما صنفتها بريطانيا منظمة إرهابية، وأعلنت وزارة الداخلية المصرية رسميًا أنها الذراع المسلح للإخوان، ووجهت النيابة العامة لعناصرها تهم الانضمام لتنظيم إرهابي مسلح والتخطيط لقلب نظام الحكم بالقوة.

بالتزامن مع «حسم»، ظهر تنظيم «لواء الثورة» بنفس البصمة الفكرية والقيادة. نفذ عمليات مشابهة، لكن «حسم» كانت أكثر انتشارًا وتأثيرًا، ما جعلها الخطر الأكبر بين التنظيمات التي خرجت من عباءة الجماعة.

رغم كل الأدلة، حاولت جماعة الإخوان التنصل من «حسم»، وادعت أنها لا تمت لها بصلة. لكن الحقيقة كانت أوضح من أن تُنكر: من تمويل، إلى تدريب، إلى تحريض من خلال قنوات «الشرق» و«مكملين»، كانت «حسم» مجرد وجه آخر للجماعة بعد سقوطها.

ما حدث بعد 30 يونيو لم يكن مجرد ردة فعل، بل مشروع دموي لإعادة الجماعة عبر الفوضى. «حسم» لم تكن حادثًا، بل جريمة منظمة شارك في تخطيطها وارتكابها من تخلوا عن السياسة وارتدوا ثوب الإرهاب. سقطت«حسم»، وتهاوت خلاياها، لكن الجريمة لا تُمحى من الذاكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق