في إنجاز جديد يُضاف إلى سجلهما الحافل في خدمة كتاب الله، انتهت إذاعة وقناة القرآن الكريم من الشارقة، التابعتان لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، من تسجيل ختمتين كاملتين من إنتاجها الحصري بصوت القارئ البحريني علي صلاح عمر، والشيخ عز الدين العوامي.
والختمتان نتاج عام كامل من العمل المتقن والتنسيق بين فريق فني ومشرفين مختصين في القراءات والتجويد.
ويأتي المشروع في إطار جهود الإذاعة المتواصلة لتقديم قراءات متقنة تواكب تطلعات جمهور المستمعين داخل الدولة وخارجها وتسهم في تحقيق أحلام القراء في تسجيل ختمات كاملة تحمل توقيعهم وتخلد عبر الأثير.
ويُعد القارئ علي صلاح عمر من الأسماء المعروفة في ساحة التلاوة، إذ يؤم المصلين في جامع الفاتح بالبحرين، ويتميز بإتقانه لعدة روايات وصوتٍ مؤثرٍ. أما الشيخ عز الدين العوامي، فهو إمام وخطيب مسجد الألفة بمنطقة الخان في الشارقة، ويُعد من الأصوات الواعدة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في صلاة التراويح، لما يتمتع به من أداء خاشع وخامة صوتية نقية.

اختيار الجمهور

انطلق العمل في المشروع بناء على استفتاء أجرته الإذاعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تصدّر فيه القارئان قائمة الأصوات التي عبّر الجمهور عن رغبته في سماعها ضمن ختمات كاملة. وعكست هذه الخطوة حرص الإذاعة على الاستماع إلى جمهورها وإشراكه في اختيار المحتوى.

مراحل دقيقة

تنفيذ المشروع على مدى عام شمل مراحل دقيقة من التسجيل والمراجعة والإنتاج، أشرف عليها فريق من المجازين في القراءات ومهندسي الصوت. بدأت المراحل داخل استوديوهات الإذاعة، حيث خضع الأداء لتدقيق تفصيلي من مشرفين متخصصين في علوم القراءات والمقامات، تبعه العمل على المونتاج الفني وضبط الصوت، ثم رفعت المواد إلى لجنة مختصة في الإجازات والقراءات، برئاسة فضيلة الشيخ طاهر الأسيوطي، لمراجعتها واعتمادها.

لجنة اعتماد

يخضع اختيار القارئ في الإذاعة لآلية دقيقة، إذ تُعرض التلاوات التجريبية على لجنة تضم ممثلين عن مجمع القرآن الكريم في الشارقة، ودائرة الشؤون الإسلامية، والجامعة القاسمية، ومؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة النبوية، إلى جانب ممثل من الإذاعة. ولا يُعتمد أي قارئ إلا بعد موافقة اللجنة بالإجماع، بما يضمن أعلى درجات الجودة والالتزام.

أجواء مثالية

ما ميز تجربة الختمتين، بحسب القارئين، طبيعة الفريق القائم على العمل، إذ لم يكن تقنياً فقط، بل كان على دراية بعلم المقامات الصوتية، ما خلق حالة من التناغم والتوافق أثناء التسجيل. وأبديا إعجابهما بالمرونة التي منحت لهما في المواعيد، والأجواء المريحة التي ساعدت على أداء التلاوة بروح خاشعة وصفاء نفسي.

خطة

قال خليفة حسن خلف، مدير إذاعة وقناة القرآن الكريم من الشارقة: «نفخر بهذا العمل الذي يندرج ضمن سلسلة من المشاريع الهادفة لتقديم محتوى قرآني راقٍ، ونعبر عن تقديرنا الكبير لفريق العمل الذي بذل جهداً كبيراً على مدار عام كامل، من مهندسين ومشرفين ومجازين شرعيين، وصولاً إلى الإخراج الفني بأعلى درجات الدقة». وأوضح أن الإذاعة بدأت التحضير لختمة جديدة بصوت القارئ سلمان عبدالعزيز النفيعي، ضمن خطة طموحة تهدف إلى إنتاج خمس ختمات بحلول عام 2026، ليصل إجمالي ما أنتجته إذاعة وقناة القرآن الكريم إلى 17 ختمة.
من جهته، أكد خليل الحمادي، مراقب التسجيلات القرآنية والمشرف على المراجعة والتدقيق، أن الختمتين لم تكونا مجرد تسجيلات، بل مشروعاً متكاملاً خضع لكل عناصر الضبط والإتقان. وقال: «عملنا منذ البداية بروح الفريق الواحد، وراجعنا كل تلاوة بعناية، وحرصنا على أن تكون خالية من الأخطاء، ومتوافقة مع الروايات المعتمدة وأحكام التلاوة، وذلك بالتعاون الوثيق مع القارئين، وفي أجواء هادئة تساعد على الأداء الخاشع». وأضاف: «نؤمن بأن التلاوة المتقنة مسؤولية دينية وإعلامية، لا تحتمل التساهل، ولهذا نحرص في إذاعة وقناة القرآن الكريم على الالتزام بأعلى معايير الجودة والانضباط».

منصة رائدة

يأتي مشروع الختمتين استكمالاً لمسيرة الإذاعة في إنتاج الختمات القرآنية الحصرية، التي لاقت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.
وكرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصحابها في السنة الماضية، مؤكداً أهمية هذه المبادرات وضرورة استمرارها، وداعياً إلى دعم الأصوات الندية وتمكينها من تحقيق أحلامها في خدمة القرآن الكريم وتلاوته.
وبهذا الإنجاز الجديد، تواصل إذاعة وقناة القرآن الكريم من الشارقة تعزيز حضورهما منصتين إعلاميتين متخصصتين وموثوقتين في نشر التلاوة القرآنية المتقنة، وتسعى لأن تكون مرجعاً في هذا المجال، بما يواكب مكانة الشارقة الثقافية ويخدم رسالة القرآن في وجدان المستمع المسلم.