حين تذكرين الليدي ديانا، فأنت لا تستحضرين فقط أميرة عابرة من أميرات العائلة المالكة، بل تستحضرين روحًا حرة تحدت القيود، وأناقة صقلت بمزيج من الجرأة والبساطة. في ذكرى ميلادها التي تصادف الأول من يوليو، لا يمكن أن نتجاهل التأثير الساحر الذي تركته ديانا على عالم الموضة والجمال. لكن خلف هذا السحر، كان يقف فريق من خبراء المكياج وتصفيف الشعر الذين ساعدوها في أن تتحول من فتاة خجولة إلى رمز عالمي للأناقة والجمال.
مع كل مرحلة في حياتها، كان هؤلاء الخبراء يقرأون حالتها النفسية ويترجمونها عبر تسريحة أو لون شفاه أو ظلال خفيفة على الجفن، فخلقوا معًا "أسلوب ديانا" الذي أصبح مرجعًا خالدًا في الجمال الملكي.
في هذا الموضوع، سنبحر معا في كواليس جمال الليدي ديانا، ونكشف الستار عن أبرز من عملوا على إطلالاتها، وكيف غيروا أسلوبها تدريجيا ليصبح مصدر إلهام خالد حتى اليوم.
رحلة سيدة القلوب مع خبراء التجميل لتصبح أيقونة الجمال
لم تكن الليدي ديانا مجرد أميرة، بل كانت وجهًا يتحدث بلغة الجمال الصادق والتطور النفسي الداخلي. لكن هذا الوجه لم يكن ليصل إلى قلوب العالم دون الأيادي الخبيرة التي صاغت ملامحه عبر السنوات. فخبراء المكياج والشعر الذين رافقوها لم يعملوا على تغيير شكلها فقط، بل على بناء هوية بصرية تعكس تحولها من فتاة خجولة إلى امرأة قوية وأنيقة.
ريتشارد دالتون: مصفف الشعر الخاص الذي رافقها منذ بداياتها
عندما دخلت ديانا عالم الأضواء بشعر أشقر طبيعي وقصة بسيطة. لكن التحول الحقيقي بدأ على يد ريتشارد دالتون Richard Dalton، مصفف الشعر الملكي الذي عمل معها عندما كانت تبلغ 17 عامًا و استمر في تصفيف شعرها لأكثر من عقد كامل .
كان دالتون هو من صمم قصتها القصيرة الشهيرة التي أصبحت علامة مميزة، حيث قال في أكثر من مقابلة إنه اختار قصة شعر تعكس القوة، الاستقلالية، والنعومة الأنثوية في الوقت نفسه. ومع كل تغيير سياسي أو شخصي في حياة ديانا، كان شعرها يعكس ذلك من الخصلات المتموجة الرقيقة في الثمانينات، إلى القصة الأكثر حداثة والأقرب للبوب في التسعينات.
وقد قال دالتون في إحدى شهاداته: "ديانا لم تكن تخاف من التجربة. كانت تدرك أن الشعر وسيلة للتعبير عن القوة الداخلية، لا فقط الزينة."
ماري غرينويل: فنانة المكياج التي غيّرت وجه ديانا للعالم
عام 1991، عرفت ديانا نقطة تحولًا كبيرًا حين بدأت التعاون مع فنانة المكياج العالمية ماري غرينويل Mary Greenwell. وقد كانت تلك اللحظة بمثابة ميلاد جديد لإطلالتها.
قبل غرينويل، كانت ديانا تميل لاستخدام ألوان زرقاء على العيون وأحمر شفاه لامع، ألوان الثمانينات الكلاسيكية. لكن غرينويل أعادت رسم أسلوبها من الصفر، معتمدة على فلسفة "الجمال الهادئ":
وقد علقت غرينويل لاحقًا عن ديانا: "كانت تمتلك ملامح مذهلة، عيونًا زرقاء آسرة وبشرة نقية. كان هدفي أن أجعل الجمال الطبيعي يتكلم بدلًا من المكياج."
التحولات الجمالية عبر مراحل حياتها
مرحلة الخطوبة والزواج (1980-1983):
المكياج كان كثيفًا إلى حد ما، بألوان فاتحة على الجفون وشفاه لامعة.
الشعر طويل قليلًا ومموج بنعومة.
كانت تسريحاتها لا تزال محافظة، تعكس شخصيتها الخجولة.
مرحلة الأمومة والانفصال (1984-1992):
بدأت تسريحات شعرها تأخذ طابعًا أكثر ثقة وتميزًا.
ظهرت بتصفيفات طبقية قصيرة، ومكياج أكثر نعومة.
اعتمدت على لوك "المرأة العاملة" بإطلالات توازن بين البساطة والأناقة.
مرحلة ما بعد الطلاق (1993-1997):
هذا هو العصر الذهبي لجمال ديانا.
القصة القصيرة العصرية، والمكياج المضيء الخفيف، عززا حضورها العالمي.
أصبحت أيقونة تتصدر أغلفة المجلات العالمية بإطلالات أنثوية عصرية ولكن راقية.
أشهر إطلالات الشعر والمكياج التي خلدت صورة الليدي ديانا
لم تكن الليدي ديانا بحاجة إلى مكياج صارخ أو تسريحات شعر مبالغ فيها لتخطف الأنظار؛ بل كانت قوتها في البساطة المدروسة التي رسمت ملامحها كأيقونة ملكية لا تموت. إليك أبرز إطلالاتها الجمالية التي ما زالت تلهم حتى اليوم:
قصة الشعر القصير الكلاسيكية (أواخر الثمانينات)
تعد هذه القصة من أشهر تسريحات ديانا، حيث كان شعرها قصيرًا بطبقات ناعمة تعزز من حركته وانسيابيته. هذه القصة التي نفذها ريتشارد دالتون أصبحت مرجعًا للمرأة العصرية قوية، أنيقة، ومتجددة.
الشعر المموج بإطلالة طبيعية (بداية التسعينات)
في الكثير من المناسبات الخيرية والمقابلات الإعلامية، اعتمدت ديانا على خصلات مموجة بخفة، تشبه تموّجات الهواء، لتمنح وجهها حيوية ودفئًا. هذه الإطلالة كانت تعكس جانبها الإنساني والأنثوي بعيدًا عن الرسميات.
المكياج الترابي الناعم (ما بعد 1991)
بعد تعاونها مع ماري غرينويل، تخلت ديانا عن الظلال الزرقاء والشفاه اللامعة، واعتمدت درجات ترابية دافئة، مثل البيج والبني الفاتح، مع لمسة من أحمر الخدود الوردي لإبراز وجنتيها. مكياجها بدا دائمًا كأنه "لا مكياج"، لكنه كان مدروسًا بدقة.
العين الدخانية الهادئة مع الرموش المكثفة
في جلسات التصوير والمناسبات الليلية، ظهرت ديانا أحيانًا بعينين دخانيتين خفيفتين بلون البني أو الرمادي، مع لمسة ماسكرا على الرموش العليا فقط، ما أضفى بعدًا دراميا ناعما دون أن يطغى على رقتها.
الشعر المرفوع بتسريحة أنيقة ناعمة
في عدد قليل من المناسبات الرسمية، رفعت ديانا شعرها القصير بطريقة أنيقة عبر تمويج الأطراف وتثبيتها للخلف، خاصة مع التاج أو المجوهرات. هذه الإطلالة أكدت أن الشعرالقصير يمكن أن يكون فخمًا إذا تم تنفيذه بإتقان.
الشفاه الوردية النيود و توقيعها الجمالي
سواء كانت تحضر فعالية رسمية أو نشاطًا إنسانيًا، لم تتخل ديانا عن الشفاه الوردية الهادئة. كانت تعتمد دائمًا ألوانًا طبيعية تعزز أنوثتها، وتجعل ملامحها تبدو مشرقة من دون تكلف.
يمكنك الاطلاع أيضًا على بعد 26 عاماً على وفاتها.. سباق محموم لاقتناء أزياء الليدي ديانا
كيف ساهمت إطلالات الشعر والمكياج في رسم إرث جمال الليدي ديانا؟
لم تكن إطلالات ديانا الجمالية مجرد تفاصيل لحظية أو اختيارات عابرة؛ بل كانت امتدادًا لقصتها كامرأة ملكية خرجت عن القواعد لتعبر عن نفسها بحرية وثقة. كل تسريحة شعر وكل لمسة مكياج رافقت تحولًا داخليًا في حياتها، وساهمت في رسم صورة المرأة الإنسانية، القوية، والعصرية.
قصاتها القصيرة الجريئة، التي حافظت على أنوثتها رغم ابتعادها عن الشعر الطويل الكلاسيكي، كسرت الصورة النمطية للأميرات. أما مكياجها الناعم، فكان انعكاسًا لروحها النقية وشفافيتها، حيث لم تحاول إخفاء ملامحها، بل أرادت دائما أن تبدو كما هي حقيقية.
إرث ديانا الجمالي لا يقاس بعدد إطلالاتها، بل بقدرتها على جعل كل امرأة تشعر أن البساطة قوة، وأن الجمال لا يحتاج إلى بهرجة ليتحدث. لقد أصبحت رمزًا لأنوثة خالدة، لأن كل اختيار جمالي لها كان يحمل رسالة، ولهذا لا تزال صورها حتى اليوم مصدر إلهام لا ينضب في عالم الموضة والجمال.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق