عاجل

رحلة أيقونة سيدة النجاة: من النمسا إلى زحلة! - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رحلة أيقونة سيدة النجاة: من النمسا إلى زحلة! - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 03:18 صباحاً

كابيلّا كاتدرائية سيدة النجاة في ​زحلة​، للروم الملكيين الكاثوليك، كانت آخر محطة لنا، في زيارتنا الزحلية في 2 حزيران 2025، مع الأُسرة التربويية لمدرسة المخلص–بدارو، قبل الانتقال إلى "المتحف الملكي"، التابع بدوره لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع، للروم الملكيين الكاثوليك.

ويعود تاريخ الكابيلّا إلى العام 1779، أيام المطران يوسف متى، حتى أنها تعني الكثير لأهالي زحلة.

ولا بُد من التنويه في هذا المجال، بأن يُمكن زيارة الكابيلّا للصلاة في أي وقت من النهار أو الليل (24 ساعة / 24). كما ويشهد جرنها على الكثير من العمادات، حتى أن بعض الزحليين ينامون فيها، إيفاء لنُذورهم أو طلبا للشفاعة...

الكاهنان الشجاعان

وحين تُذكر الكابيلّا تلك، تُذكَر معها الأحداث المُؤسفة في لُبنان في العام 1860. ولقد نالت زحلة نصيبها من الأحداث، إذ هاجمها الدُروز، مدعومون من العثمانيين، وآل حرفوش. ولقد دخل هؤلاء إلى مدينة زحلة، وعاثوا بها خرابا، فأحرقوا ما استطاعوا من المنازل والكنائس، وبينها كاتدرائية سيدة النجاة، حيث كانت ثمة صورة للسيدة العذراء تعرضت للحرق.

وتزامُنا، كان المطران أرسل "كاهنين شُجاعين"، هُما موسى وفيليبوس، إلى فرنسا، لجمع التبرُعات بهدف استكمال بناء الكاتدرائية، وكذلك بناء مدرسة بالقُرب منها، لتُقدم الخدمة التربوية إلى أبناء البلدة.

ولكن بعد تعرُض كاتدرائية سيدة النجاة للحريق، تواصل المطران مع الكاهنين، طالبا إليهما التعريج على النمسا، للمُساعدة في كتابة أيقونة جديدة للسيدة العذراء، تكون شبيهة بتلك التي تعرضت للحريق.

وفي تلك الفترة، كانت النمسا، هي الدولة التي تهتم لأمر طائفة الملكيين الكاثوليك في لبنان، أُسوة بالاهتمامات الدولية المُتعددة، بالطوائف الأُخرى في لبنان...

وقد أرسل الإمبراطور النمساوي، بطلب الرسام الألماني الشهير في جامعة ميونخ، يوهانس شراودولف، وسأله كتابة أيقونة للسيدة العذراء، فاعتذر شراودولف، على اعتبار أنه لم يسبق له أن كتب أيقونة.

عندها طلب إليه الإمبراطور أن يُفكر في الموضوع، وأمهلَه لذلك 24 ساعة.

ليلا ظهرت السيدة العذراء على الرسام على شكل حلم، وفي اليوم التالي صارَح الرسام الإمبراطور بما رآه في الحلم، مُعلنا أنه "سيُحاول تحقيق ما رآه في الحُلم على قطعة قماش...

وبعد ثلاثة أشهر، أنجز شراودولف كتابة الأيقونة الموجودة الآن في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة!.

أَذهَلت الأيقونة الإمبراطور النمساوي، فقرر أن يخصها بإطار ذهبي ويُرسلها إلى لُبنان.

وصلت الأيقونة من النمسا بحرا إلى بيروت، ومنها إلى زحلة نُقلت بواسطة الدواب والجِمال. وحين وصلت الأيقونة إلى شتورة، بَرَكَ الجَمَل، ولم يعُد يتحرك... وحين بلغ الأمر المطران قال لأَبناء الأبرشية:

- "لماذا تَستغربون؟... إن في الأمر إشارة من السيدة العذراء، وهي تريدُنا أن نستقبل الأيقونة في شتورا!...

وهكذا، تشكل وفد كبير من الكهنة، والراهبات، والمؤمنين والكشافة، قصد شتورا.

وقد حمل المؤمنون الأيقونة من شتورا، ودخلوا فيها إلى زحلة، في احتفالية شعبية عظيمة. بالأكُف، وعلى ظُهور المُؤمنين، حُملت ​أيقونة السيدة العذراء​، ودخلت زحلة على وقع قرع الأجراس ونثر الورود والأرُز، فيما أضفت رائحة البخور على المكان مشهدية القداسة... وقد حدث ذلك في العام 1861.

وما يُميز الأيقونة، أنها الوحيدة التي يظهر فيها شَعر العذراء مريم. وذلك إن دل على شيء، فإنه يدل على أن الفنان الذي كتب الأيقونة، لم يكُن مُتخصصا في كتابة الأيقونات المُقدسة، بل إنه كتبها بحسب ما ظهرَت له السيدة العذراء في الحُلم...

كُل هذه التفاصيل، تزودت بها الأُسرة التربويية لمدرسة المُخلص–بدارو، الزائرة زحلة، في "كاتدرائية سيدة النجاة"، وقبل الانتقال إلى "المتحف الملكي". فماذا عساه يتضمن؟...

للحديث صلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق