نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سعر كيلو ”الثمد” يتجاوز 14 ألف ريال.. و”الشروي” يحقق إقبالاً غير مسبوق رغم تفضيلات المستهلكين - بوابة فكرة وي, اليوم الاثنين 7 يوليو 2025 12:48 صباحاً
في ظل الارتفاع الجنوني لأسعار الأسماك، خاصةً سمك "الثمد" (التونة)، لجأ آلاف سكان مدينة عدن خلال الأيام الأخيرة إلى استبداله بسمك "الشروي" الأرخص سعراً، كخيارٍ وحيدٍ لتوفير البروتين الحيواني على موائدهم، وسط تدهور حاد في القوة الشرائية للأسر.
أسعار "الثمد" تقفز إلى مستويات قياسية
وفقاً لتجار ومصادر ميدانية في أسواق الأسماك بعدن، شهد سعر كيلوغرام سمك "الثمد" قفزة غير مسبوقة خلال الأسابيع الماضية، متجاوزاً حاجز 14 ألف ريال يمني في بعض المناطق، مقارنةً بأسعاره السابقة التي تراوحت بين 8 إلى 10 آلاف ريال. بينما ظل سعر كيلو سمك "الشروي" مستقراً عند حدود 3 آلاف ريال، مما جعله الخيار الأكثر شيوعاً بين العائلات محدودة الدخل.
تدهور معيشي يفرض تغيير العادات الاستهلاكية
أكد مواطنون للمشهد اليمني أن الأزمة الاقتصادية الخانقة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما فيها الوقود والمواد الغذائية، أجبرتهم على التخلي عن شراء "الثمد" رغم تفضيلهم له، واللجوء إلى بدائل أقل جودة ولكنها في المتناول. وقال علي أحمد، أحد سكان منطقة الشيخ عثمان: "كنا نعتبر 'الشروه' سمكاً ثانوياً، لكن الآن أصبح طبقنا الرئيسي لأن الأسعار لم تعد تُحتمل".
تجار: "الشروه" يحقق مبيعات قياسية رغم انخفاض الطلب سابقاً
من جهتهم، أشار باعة الأسماك إلى أن الإقبال على "الشروه" زاد بنسبة تفوق 70% خلال الشهر الماضي، بعد أن كان يُباع بكميات محدودة. وأوضح محسن البيعاني، أحد تجار سمك السوق المركزي بعدن: "الناس لم تعد تسأل عن 'الثمد' إلا نادراً، حتى أصحاب الدخل المتوسط باتوا يشتكون من غلائه".
خلفية الأزمة: انقطاع الصيد وارتفاع تكاليف التشغيل
يعزو مراقبون أسباب ارتفاع أسعار الأسماك إلى عدة عوامل، أبرزها:
-
انخفاض كميات الصيد بسبب تقلبات الطقس وتأثر القطاع بندرة الوقود.
-
ارتفاع تكاليف النقل والتخزين نتيجة زيادة أسعار المشتقات النفطية.
-
ضعف القيمة الشرائية للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، مما رفع أسعار مستلزمات الصيد المستوردة.
مستقبل غير مطمئن والأسر تبحث عن حلول
مع استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية، يخشى سكان عدن من تحوُّل "الشروه" إلى سلعة صعبة المنال أيضاً إذا استمرت الأسعار في الارتفاع. وفي غياب حلول حكومية عاجلة، يلجأ كثيرون إلى تقليل استهلاك الأسماك أو البحث عن مصادر بروتين أخرى رخيصة، مثل البقوليات، مما يثير مخاوف من تبعات صحية على المدى الطويل، خاصة بين الأطفال.
تحولت أزمة أسعار الأسماك في عدن إلى نموذج صارخ لمعاناة اليمنيين تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، حيث لم تعد الأسر قادرة حتى على تأمين أبسط مقومات الغذاء الأساسي.
0 تعليق