نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدويري: نجاح السياسات الأمريكية في المنطقة لن يتحقق إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية - بوابة فكرة وي, اليوم الأحد 6 يوليو 2025 02:40 مساءً
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه من الخطأ الجسيم المراهنة على أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قد تشهد خلافات جوهرية فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية في المنطقة، أو أن واشنطن يمكن أن تضغط على إسرائيل في أي قضية تتعلق بأمنها القومي طبقًا لوجهة النظر الإسرائيلية، ومن ثم علينا أن نبني حساباتنا في المرحلة المقبلة على أن هذا الأساس القائم في العلاقة بين الدولتين سوف يكون أكثر قوة وفاعلية مما كان عليه في السابق.
وأضاف الدويري، فى مقال منشور اليوم بصحيفة "الأهرام" بعنوان "نيتانياهو وترامب.. وماذا بعد تدمير غزة؟"، أنه من هذا المنطلق يود أن يشير إلى الحرب الإسرائيلية على غزة كنموذج لهذه العلاقة، حيث إن تلك الحرب التي تجاوزت كل المعايير القانونية والإنسانية في التاريخ الحديث بلورت بشكل عملي مدى عمق العلاقات الإسرائيلية الأمريكية. وأوضح أنه يكفي أن يشير إلى أن الولايات المتحدة لم تبذل طوال عشرين شهراً سوى القليل من الجهد الجاد لوقف الحرب، ولم تنجح في تحقيق الهدنة طوال هذه الفترة سوى لستة أسابيع فقط، رغم أنها القوة العظمى التي تملك وحدها التأثير على إسرائيل. وبيّن في رأيه أن واشنطن لم تكن لديها إرادة سياسية لإنهاء الحرب، انتظاراً لموقف إسرائيل بهذا الشأن.
وأكد مع التقدير الكامل للمواقف التي أعلنها الرئيس ترامب بشأن السلام والاستقرار في العالم ونجاحه في حل بعض القضايا، أنه يرى أن الجهد الغائب الذي لم يرغب أن يتعرض إليه حتى الآن تمثل في تجنب التعامل الجاد مع القضية الفلسطينية، بل وأبعدها عن أن تكون واحدة من اهتماماته. وتسائل هل تمتلك الإدارة الأمريكية رؤية لحل هذه القضية لم تفصح عنها بعد؟ أم أنه ليست لديها أية رؤى وتترقب تطورات الأوضاع في المنطقة؟ وأضاف أنه يتمنى على المستوى الشخصي أن تطرح واشنطن أو حتى تل أبيب رؤيتهما لحل القضية ولكن بعيداً عن الصفقات المشبوهة والمرفوضة.
كما أكد الدويرى أنه في ضوء الزيارة التي سيقوم بها نيتانياهو لواشنطن خلال اليومين المقبلين، أن هناك أربع قضايا مهمة ستكون مجالاً للبحث المشترك بين الدولتين، أولها العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وثانيتها كيفية التعامل مع إيران خلال المرحلة المقبلة، خاصة بالنسبة لمستقبل برنامجها النووي، وثالثتها حرب غزة واقتراب إعلان هدنة أخيرة قبل إنهاء الحرب، أما القضية الرابعة والأهم فهي مستقبل الشرق الأوسط ووضعية إسرائيل المتوقعة، وذلك في ضوء المتغيرات التي مرت بها المنطقة منذ نحو عامين.
وأضاف أنه رغم قناعته بأن واشنطن لديها خبراء متميزون في شؤون المنطقة، إلا أنه من واجبه أن يتطرق إلى مجموعة من النقاط التي يجب عليها أن تضعها في اعتبارها وهي تتعامل مع منطقة تشهد تطورات غير مسبوقة، وهي:
أكد أن أي نجاح حقيقي للسياسات الأمريكية في المنطقة لن يتحقق إلا في حالة التوصل لحل عادل لقضية الشعب الفلسطيني، كما أكد ضرورة عودة واشنطن لممارسة دورها السابق الذي منحها قدراً كبيراً من التأييد العربي الرسمي والشعبي، بحيث تكون شريكاً كاملاً فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، والتخلي جزئياً عن الدور المتحيز لإسرائيل.
وأشار إلى أن إدماج إسرائيل في المنطقة لن يتم بالشكل الذي ترغب فيه واشنطن وتل أبيب دون حل القضية الفلسطينية مهما تحرك قطار التطبيع.
وأكد أن مخطط تهجير سكان غزة إلى مصر أمر مرفوض تماماً، ويجب على واشنطن أن تحذفه من أي مضبطة، بل عليها أن تحذر إسرائيل من مغبة أي محاولة لتنفيذ هذا المخطط، خاصة مع التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وأضاف أن تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية مستقبلاً قد ينجح ولكنه سيكون مجرد تطبيع رسمي، من الصعب أن يكتب له الاستمرار في ظل المتغيرات الجديدة.
وأكد في النقطة الأهم، ما هو المطلوب من الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، وفي هذا المجال أشار إلى الآتي:
أكد أن التوصل إلى هدنة في غزة أو حتى إنهاء الحرب تماماً أمر ضروري ولكنه ليس الهدف الذي سيؤدي إلى حل القضية الفلسطينية، وإنما هو وسيلة لوقف حرب الإبادة والتجويع والانتقال للمرحلة الأهم.
وأكد أن اليوم التالي للحرب لا يعني توفير ضمانات الأمن لإسرائيل وحدها رغم أهميته، ولكن لابد أن يوازي ذلك تحرك جاد لحل القضية الفلسطينية وتوفير الأمن للفلسطينيين.
وأضاف ضرورة تجنب اتخاذ واشنطن أو تل أبيب أي قرارات بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية أو على أجزاء منها، حيث إن ذلك سيكون إعلان مرحلة جديدة من الصراع الأعنف قد يفوق حرب غزة.
وأكد على إتاحة الفرصة أمام تنفيذ عاجل للخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة وتقديم كل المساعدة الممكنة في هذا الشأن.
وأشار إلى طرح مبادئ رئيسية مقبولة تمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم بأكثر قدر من الضمانات الأمنية للجميع، على أن يتقرر ذلك من خلال مفاوضات تبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة تحت الإشراف الأمريكي.
وأخيرا، وجه الدويري سؤالاً للإدارة الأمريكية، هل توسيع الاتفاقات الإبراهيمية من حيث العدد دون حل القضايا الرئيسية هو الهدف الذي سيحقق المصالح الأمريكية وإدماج إسرائيل في المنطقة؟ أم أن الأهم لواشنطن هو حل القضايا العالقة، وتحديداً القضية الفلسطينية أولاً حتى تكون البيئة الإقليمية أكثر ملاءمة لتوسيع هذه الاتفاقات على أسس قوية، ولكن بما يحافظ على سيادة واستقلالية ومصالح دول المنطقة.
وأكد في كلمته الأخيرة لصانعي القرار في واشنطن، أنه عليهم أن يعلموا أن هناك فارقاً جوهرياً بين الحفاظ على استراتيجية العلاقات الأمريكية مع دول المنطقة، وهو أمر مطلوب ومرحب به، وبين محاولات السيطرة على المنطقة بالقوة أو بفرض سياسات أمريكية وإسرائيلية مرفوضة سيكون مصيرها الفشل التام، فالشرق الأوسط ليس مجرد مساحة من الأرض الجرداء، ولكنه منطقة استراتيجية متفردة أكد التاريخ أنها لم ولن تنطوى بسهولة.
0 تعليق