أكد الدكتور طلال محمد أحمد، أخصائي الجراحة العامة بمستشفيات الحمادي بالرياض، أن الألم الإنساني يتجاوز كونه مجرد عَرَض طبي، ليُشكّل صرخة إنسانية تعكس مشاعر الخوف والأمل والضعف، وتستلزم من الطبيب استجابة أخلاقية وإنسانية توازي المهارة الطبية.

وأوضح أن الأخلاقيات الطبية لا تُختزل في قواعد مهنية جافة، بل تنبع من جوهر إنساني رفيع، يتجلى في صدق الكلمة ودفء التعامل واحترام مشاعر المريض، مشيرًا إلى أن المريض حين يدخل العيادة يخلع عن نفسه أدواره الاجتماعية، ويقف أمام الطبيب مجردًا إلا من حاجته للشفاء والطمأنينة.

وأضاف أن واجب الطبيب لا يقتصر على وصف الدواء، بل يشمل تقديم الرحمة والإنصات الصادق، واحترام خصوصية المريض وعدم الاستهانة بآلامه، معتبرًا أن الطبيب مطالب بموازنة دقيقة بين الصراحة واللطف، بحيث لا يُخدع المريض بآمال زائفة ولا يُصدم بحقائق قاسية.

وشدد على أن القيم الإسلامية في المجتمع السعودي تُعزز هذا النهج الإنساني، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾، وحديث النبي ﷺ: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، مؤكدًا أن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة، وأن الطبيب الحقيقي هو من يجعل من لحظات الألم جسورًا إلى الرحمة، ومن غرفة الفحص ساحة للأمل.