نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدولار أمام تحديات كبيرة: هل يقوم ترامب بخطوات متهورة؟! - بوابة فكرة وي, اليوم السبت 5 يوليو 2025 05:21 صباحاً
لا شكّ أن هناك علامات استفهام كثيرة تطرح حول وضع الدولار الأميركي، الذي وصل إلى أدنى مؤشر له منذ سنوات نتيجة عدّة عوامل، أولها التجاذبات السياسية والانتقادات التي وجهها الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى رئيس الاحتياطي الفيديرالي جيروم باول، ووصل إلى أبعد من ذلك حين عبّر عن رغبته في تعيين بديل عنه، وذلك بعد أن طلب ترامب من باول خفض سعر الفائدة عن 4.5%، لأن ذلك يعرقل النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة ولم يستجب الأخير لطلبه.
ووسط كل هذا، يواجه الدولار الأميركي أزمة حقيقية نتيجة الضغوط، وحكماً نتيجة الأزمة التجارية في العالم، وهنا السؤال الأهمّ ما هو وضعه وما هو تأثيره على الاقتصاد؟.
ترى مصادر مطلعة أن "الدولار الأميركي يشهد أسوأ أداء له منذ عام 1973، حيث انخفض بأكثر من 10% هذا العام مقابل سلّة من العملات الأجنبية". ويُعزى هذا الضعف إلى عدة عوامل: السياسات الاقتصاديّة غير المتوقعة لإدارة ترامب، بما في ذلك تقلبات التعرفات الجمركية، والهجوم على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وارتفاع الدين العام، مما أثار مخاوف بشأن الاستدامة المالية للولايات المتحدة. وتلفت إلى أن "هذه العوامل جميعها أدت إلى تآكل ثقة المستثمرين في الدولار كملاذ آمن، مما دفعهم إلى أصول أخرى مثل الذهب أو الين".
بدوره، يشير الخبير الاقتصادي ميشال فياض إلى أنه "بالنسبة للاقتصاد الأميركي فإن لهذا الوضع عواقب متباينة. فضعف الدولار يجعل الصادرات الأميركية أكثر تنافسية، مما قد يعزز قطاعات معينة مثل التصنيع. ومع ذلك، فإنه يزيد من تكلفة الواردات، مما قد يؤدي إلى تأجيج التضخم وانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين"، لافتاً إلى أن "المسافرين الأميركيين في الخارج يواجهون نفقات أعلى. وعلى المدى الطويل، قد يشكل انخفاض الطلب على الأصول المالية الأميركية، مثل سندات الخزانة، تحديات في تمويل العجز التجاري الأميركي".
ويضيف: "على الرغم من هذه الاضطرابات، لا يزال الاقتصاد الأميركي ديناميكيًا، مع سوق عمل قوي نسبيًا وآفاق نمو، وإن كانت مُعدّلة بالخفض (1.6% لعام 2025 وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية). ومع ذلك، لا يزال هناك عدم يقين، لا سيما فيما يتعلق بتأثير أسعار الفائدة المستقبلية والمفاوضات التجارية الجارية"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة أضافت 147,000 وظيفة، وهو رقم يفوق التوقعات بكثير. وبلغ معدل البطالة 4.1%، وهو أيضًا أفضل من المتوقع".
إذاً رُغم كل التباينات حول الوضع، يبدو أن ما يقوم به ترامب جيّدا لبلده ولو أنه يبدو غريباً و"متهوراً" بالنسبة للآخرين، وهذا يُمكن أن نلمسه من خلال إضافة آلاف الوظائف... لكن السؤال اليوم: "في حال حصل المزيد من التدهور في سعر صرف الدولار، أو وصل الى حدّ الإنهيار، كيف يُمكن أن ينعكس ذلك على الاقتصاد العالمي"؟.
0 تعليق