برز التوأمان الإماراتيان عبدالله وعبدالرحمن المرزوقي كنموذجين فريدين لشباب الإمارات القادر على تحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع قابلة للتطبيق، ذات أبعاد اقتصادية واعدة.
في عام 2025، وبعد تخرجهما في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بدرجة الماجستير في تعلم الآلة، أطلق الشقيقان مشروعين مبتكرين يعملان، ضمن منظومة متكاملة لتعزيز السلامة المرورية، أحد أكبر التحديات في قطاع النقل حول العالم.
وقام عبدالله المرزوقي بالتركيز على البيئة الخارجية للمركبة، فطور نظاماً يعتمد على تقنيات الرؤية الحاسوبية والنماذج اللغوية متعددة الوسائط، لتحليل حالة الطرق وظروف القيادة، إلى جانب نظام لإعداد تقارير فورية عن الحوادث، ما من شأنه تسريع استجابة الطوارئ وتحسين مستوى اتخاذ القرار.
وفي المقابل، اتجه عبدالرحمن إلى داخل المركبة، حيث صمم نظاماً ذكياً، يعتمد على مستشعرات وكاميرات، لتحليل سلوك السائق واكتشاف مؤشرات الخطر مثل النعاس، استخدام الهاتف المحمول، أو عدم ربط الحزام، إضافة إلى تشتت الانتباه الناتج عن وجود أطفال في المقعد الخلفي.
دراسة جدوى
عن قيام التوأمين بإعداد دراسة جدوى للابتكار، قال عبدالله المرزوقي لـ«الخليج»: لم نقم بعمل دراسة جدوى للابتكار حتى الآن، ولكن هناك مناقشات قيد الإعداد بشأن الخطوات التالية، لتطوير المشروع وإمكانية التعاون مع جهات مختصة.
وعن مدى تحول الابتكار إلى مشروع فعلي قال: نرى أن الابتكار لديه إمكانات حقيقية، ليُطوّر إلى منتج عملي قابل للتطبيق. الدمج بين تقنيات الرؤية الحاسوبية ونماذج اللغة المتقدمة والأسلوب القائم على الوكلاء، يجعله حلاً مرناً وقابلاً للتوسع في مختلف الاستخدامات الواقعية. مع مزيد من التطوير والاختبار، نعتقد أن الابتكار يمكن أن يلقى اهتماماً من قطاعات مثل النقل، التأمين، أو أي جهة أخرى تسعى لتحسين عمليات رصد الحوادث بطريقة أكثر كفاءة وأتمتة.
وبالإشارة إلى تبنى إحدى الجهات الحكومية الابتكار وتسجيله كبراءة اختراع، قال عبدالرحمن المرزوقي: لم يتم حتى الآن طرح الموضوع رسمياً مع أي جهة حكومية، أما في ما يتعلق ببراءة الاختراع، فقد تم اقتراحها في مرحلة مبكرة من المشروع، لكن لم يتم اتخاذ خطوات عملية بهذا الشأن حتى الآن.
ويقول عبدالرحمن: «ننظر إلى المركبة كوحدة متكاملة، تحتاج إلى نظامين يتكاملان، أحدهما يراقب الخارج والآخر الداخل».
أما عبدالله، فيرى أن هذه الأنظمة قادرة على إحداث تغيير في قطاع النقل، ليس فقط على صعيد الحد من الحوادث، بل في تحسين كفاءة التأمين والاستجابة الطارئة وتخفيض الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالحوادث.
ويضيف: تتطلب تقارير الحوادث ساعات من العمل اليدوي، لكن يمكن إعدادها، خلال ثوانٍ بفضل النظام، ما يسهم في تحسين زمن الاستجابة وتوفير بيانات دقيقة لصناع القرار وشركات التأمين.
ما يميز النظامين أيضاً، أنهما يعتمدان على الذكاء الاصطناعي الفاعل متعدد الوسائط، ما يمنحهما القدرة على التفاعل اللحظي مع التغيرات في بيئة القيادة. وتتيح هذه الخاصية استخدامهما ضمن أنظمة ADAS الحديثة، وهو ما يعزز فرص تطبيقهما تجارياً في سوق المركبات الذكية.
وتابع عبدالله: يقف وراء هذا الإنجاز البروفيسور فخري كراي، أحد الأسماء البارزة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تولّى الإشراف على المشروعين.
وقال: يمتلك عبدالله وعبدالرحمن حساً عالياً بالمسؤولية، وقدرة على تجاوز التحديات المعقدة. لقد كانا شريكين في العمل وفي الطموح. نجاح التوأم لم يكن وليد مشروع تخرج فقط، بل امتداد لمسيرة أكاديمية حافلة بالتفوق.
أما على الصعيد الاقتصادي، فإن المشروع لا يتوقف عند حدود التقنية، بل يحمل بعدًا استثمارياً استراتيجياً، فتقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل تُعد من أسرع القطاعات نمواً عالمياً، والدول التي تطور حلولاً محلية قادرة على التصدير، ستكون في صدارة المشهد.
مركبات الجيل القادم
يطمح الشقيقان إلى إدماج أنظمتهما في مركبات الجيل القادم، بما يتوافق مع توجهات المدن الذكية في الإمارات، خاصة أبوظبي ودبي، حيث يمكن لهذه الأنظمة أن تتكامل مع شبكات المرور الذكية، لتحسين الكفاءة وتقليل الحوادث عبر الإدارة الاستباقية وتحليل البيانات اللحظي.
برز التوأمان الإماراتيان عبدالله وعبدالرحمن المرزوقي كنموذجين فريدين لشباب الإمارات القادر على تحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع قابلة للتطبيق، ذات أبعاد اقتصادية واعدة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق