الأسلوب الذي يتبعه الشيطان للاغواء لكي يوقعك في المحرمات والمحضورات، ويوردك موارد الهلاك، ويقودك من حفرة إلى حفرة حتى يسقطك في واد سحيق، هو نفسه الاسلوب الذي لم يتغير او يتبدل منذ أن أوقع بأبونا آدم عليه السلام، وأخرجه من الجنة، ويتمثل في تزيين القبيح في نظرك وجعله مبهرا وجميلا ومشرقا، فتقوم به وانت مقتنع أنه أمر صائب.

الامر الان صار مخيفا واكثر رعبا، بعد ان أصبح للشيطان مليارات الاتباع من البشر ذكور واناث، ومن كل الأعمار، وهم مخلصون ويتفننون ويبدعون في أفكارهم الشريرة للإيقاع بالابرياء وغير الأبرياء، تماما كما حدث حين ظهرت فتاة قذرة وخسيسة
بصوتها الناعم وجمال مبهر ، لتتحدث مع مغتربين يمنيين كانوا من النوعية التي تبحث عن اشباع رغباتهم الجنسية، غير آبهين ان كان ذلك حلالا أم حراما، فهم يحلمون بقضاء وقت ممتع وإقامة علاقة محرمة مع هذه الحسناء التي أطلقت على نفسها اسم " أميرة محمد" ولم يكتشف الشباب المغتربين ان هذه الأميرة الحسناء ذات الصوت الملائكي، ليست سوى شيطان رجيم، إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس واجبرتهم على بعث أموال طائلة والا ستفضحهم.

ما جعلني انشر هذا المقال هو اننا لم نسمع أية نتائج أو عقوبات للعصابة القذرة التي يقودها شاب حقير وشيطان لعين أطلق حساب باسم"أميرة محمد" رغم انه تم القبض عليهم منذ فترة، وحسب ما اعلمني بعض الزملاء، فإن هناك قيادات أمنية متورطة في القضية، وربما يتم التستر على القضية برمتها، أو تهريب من تم القبض عليهم من أفراد العصابة، لأن القيادات الأمنية المتورطة في الجريمة تخشى وصول العصابة إلى المحكمة، فذلك يعني أنه سيفتضح أمرهم، وهذا سيجعلهم يعملون المستحيل لمنع وصول القضية الى المحكمة.

ولقد أثبت قائد هذه العصابة الإجرامية أنه يمتلك عقل شيطاني، وفكر في الأمور من كل الجوانب، فهذا الشاب اللعين الذي قاد العصابة لم يكن اختياره لاسم الفتاة" أميرة محمد" من قبيل الصدفة، بل لأن هذا هو اسم ممثلة بحرينية جميلة ومشهورة، وحين كانت تتواصل مع الضحايا كانت تتلاعب بعواطفهم، بمحادثة جنسية وتشرح تفاصيل دقيقة لكل أجزاء المناطقةالحساسة في جسمها، لتهيج الشاب الذي يتفاعل معها، وعندما تنتهي الحفلة الوهمية ويدرك الشاب أنه وقع ضحية احتيال، فلايكون لديه خيار اخر غير دفع الأموال وإلا فإن الفضيحة المخزية تكون بانتظاره، لأن هناك محادثات جنسية، وعلى الضحايا دفع المال، او يتم بيع المكالمات الصوتية في حال الرفض.

وكانت مواقع التواصل الإجتماعي ومنصات السوشال ميديا، قد ضجت بالحديث عن هذه العصابة، بعد أن أعلنت شرطة مدينة عدن، القبض على شاب أنشأ حساباً عبر «فيسبوك»، باسم «أميرة محمد»، وتمكن، خلال سنوات، وبمساعدة 3 آخرين، من جمع ملايين الريالات اليمنية من ضحاياه، وأغلبهم من المغتربين اليمنيين، فكان يتم ابتزاز الاموال منهم تحت مُسمّى مساعدات علاجية لمرضى أو عن طريق ابتزازهم بصور ومكالمات حميمية، ووفق مصادر الشرطة، فإنّ خيوط العملية تكشَّفت عندما تلقَّت شكوى من أحد الأشخاص أُجبر على إرسال مبلغ 20 ألف ريال سعودي على دفعات عدّة إلى إحدى الفتيات، فضبطتها الشرطة، لتكشف بدورها عن تفاصيل المجموعة التي تدير الحساب عبر «فيسبوك»، لأنّ دورها كان يقتصر على تسلُّم الحوالات المالية وإرسال بعض الرسائل الصوتية.

جميع اليمنيين داخل اليمن وخارجها ينتظرون بفارغ الصبر العقاب الصارم والرادع لهذه العصابة الإجرامية القذرة، فكما ضحكوا على الناس وخدعوهم يجب الان عليهم دفع الثمن وينقلب ضحكهم وفرحتهم بخداع الضحايا إلى بكاء ودموع وندم، وهناك شريحة واسعة يعتقدون أنه لن يحدث شيء، فقد اعتدنا نحن اليمنيين ان نتابع مثل هذه القضايا ونهتم بها، وتشتعل كافة مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات السوشال ميديا، لكن هذا لا يستمر فما ان تظهر قضية جديدة حتى ننسى القضية السابقة، وقناعتي الشخصية ان عقاب الله قادم حتى لو افلتت العصابة من عقاب المحكمة، فهذا وعد إلهي ويقول المولى في محكم التنزيل"وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" صدق الله العلي العظيم.