بعد أيام فقط من احتفالهما بزفاف وصلت تكلفته إلى 50 مليون دولار، اختار جيف بيزوس وخطيبته السابقة وزوجته الحالية لورين سانشيز الانتقال مباشرة إلى جنوب إيطاليا لقضاء شهر العسل في أحد أشهر الفنادق التاريخية في صقلية: قصر سان دومينيكو.

هذا الفندق الشهير الذي يطل على البحر الأيوني وجبل إتنا ليس مجرّد منتجع فاخر تابع لسلسلة فور سيزونز، بل تحفة معمارية تعود أصولها إلى دير من القرن الرابع عشر، أعيد ترميمه ليمزج بين العمارة الكلاسيكية والرفاهية المعاصرة.

"وايت لوتس".. من الشاشة إلى الواقع

ما يزيد من شهرة قصر سان دومينيكو أنّه ظهر كخلفية رئيسية للموسم الثاني من المسلسل الشهير "ذا وايت لوتس"، الذي رصد الحياة الفاخرة لطبقة الأثرياء بكثير من السخرية السوداء.

المسلسل الذي جذب ملايين المشاهدين، منح الفندق شهرة إضافية جعلت منه مقصدًا لهواة الدراما التليفزيونية وعشاق الترف الهادئ في آن واحد. ولعل اختيار بيزوس ولورين لهذا المكان تحديدًا بعد ضجة زفافهما يعكس رغبتهما في الجمع بين الخصوصية والتألق أمام عدسات المصورين.

رحلة جيف بيزوس Jeff Bezos ولورين سانشيز Lauren Sanchez من فينيسيا إلى تاورمينا

عقب انتهاء حفل الزفاف الذي امتد ثلاثة أيام في قلب البندقية، انتقل الزوجان باستخدام يخت بيزوس الفاخر الذي تصل قيمته إلى 500 مليون دولار.

اليخت الذي يحمل اسم "كورو" أقلّ الثنائي من جزر إقليم إولي إلى بلدة تاورمينا الساحرة حيث يقع الفندق. وتفيد مصادر بأن بيزوس وقع في حب هذه البلدة الساحلية خلال زيارة سابقة، ليعود إليها اليوم برفقة شريكة حياته في أجواء أكثر حميمية.

ضيوف بمستوى القمة

قصر سان دومينيكو ليس مجرد ديكور لمسلسل درامي أو مزار للأثرياء الجدد، بل يحمل في تاريخه أسماء من الصف الأول: أوسكار وايلد، أودري هيبورن، غريتا غاربو، إليزابيث تايلور، وصولًا إلى استضافة قمة مجموعة السبع عام 2017.

من هنا، يظهر الاختيار وكأنه رسالة رمزية من الثنائي الذي يدرك جيدًا كيف يضيف قيمة رمزية إلى كل خطوة يخطوانها أمام الإعلام.

زفاف البندقية.. عرض أزياء وحراسة مشددة

الزفاف الذي وصفه البعض بـ"زفاف القرن" لم يكن حدثًا عابرًا، بل احتل عناوين الصحف بسبب ضخامته وتفاصيله المترفة. من موقع الحفل في جزيرة سان جورجيو مادجيوري، إلى مواكب القوارب الخاصة لنقل الضيوف، وصولًا إلى الإجراءات الأمنية المحكمة التي أبعدت الفضوليين وأبقت الباب مفتوحًا للصور المنتقاة بعناية. أسماء مثل أوبرا وينفري، ليوناردو دي كابريو، إيفانكا ترامب وعائلة كارداشيان-جينر لم تكن مجرد مدعوين بل عنوانًا لقوة بيزوس الاجتماعية والمالية.

لورين سانشيز.. الدور المقبل

بينما يتساءل كثيرون عن الخطوة التالية، يلمح مراقبون إلى أنّ سانشيز ستظهر في أدوار عامة أكبر خلال الفترة المقبلة. مذيعة الأخبار السابقة وقائدة الطائرة المروحية قد تتحوّل إلى واجهة خيرية أو داعمة لمشاريع بيئية نسوية، خاصة في ظل توسّع بيزوس في مشاريعه المتعلقة بالاستدامة والفضاء عبر صندوق الأرض ومؤسسة "بلو أوريجن".

وهناك من يرى أنها ستؤسس حضورًا مستقلًا كوجه اجتماعي وإعلامي في دوائر النخبة العالمية.

تاورمينا.. خلف الأضواء

مع إطلالة غرف قصر سان دومينيكو على جبل إتنا وساحل البحر الأيوني، يبدأ الثنائي أولى أيام حياتهما كزوجين في أجواء تجمع بين الفخامة والخصوصية التامة. ورغم أن الأسعار قد تصل إلى ما يتجاوز 9 آلاف دولار لليلة الواحدة، إلا أن التكاليف هنا تبدو رمزية أمام فاتورة الزفاف الضخمة التي تجاوزت 50 مليون دولار.

وما بين زفاف أثار جدل السكان المحليين في البندقية بسبب ازدحام المدينة وتخوفات من زيادة السياحة المفرطة، ووجهة شهر عسل تحمل بصمة ترف هوليودي، يثبت بيزوس ولورين مرة أخرى أن حياتهما الخاصة لا تقل إثارة عن أي إنتاج درامي قد يظهر على الشاشة. والكل يترقب: هل يكون هذا الفصل الأخير؟ أم أن العرض مستمر وفصوله القادمة ستكون أكثر جذبًا للأنظار؟