أكدت الصحافة الأميركية أن الكيان الصهيوني أخفق في تحقيق أهدافه الاستراتيجية من العدوان على إيران، وأن الحرب أسهمت في تعميق عزلته الدولية وخلق حالة تعبئة وطنية واسعة داخل إيران، في وقتٍ تتزايد فيه الانتقادات للنهج الأميركي في إدارة هذا الصراع.

وفي تقرير لمجلة فورين بوليسي الأميركية، أشارت المجلة إلى أن نتائج الحرب الأخيرة جاءت عكس ما كانت تأمله الإدارة الأميركية وحليفتها “إسرائيل”، حيث لم تؤدِ الهجمات الإسرائيلية المكثفة إلى إيقاف البرنامج النووي الإيراني، بل ألحقت خسائر فادحة بـ”تل أبيب” وساهمت في تعزيز المشاعر القومية لدى الإيرانيين.

وأوضحت المجلة أن “الخسائر في إسرائيل كانت مذهلة”، في حين لا يزال مدى الضرر داخل إيران غير واضح، وهو ما يفضح — بحسب المجلة — معضلة استراتيجية تواجه “إسرائيل” وحلفاءها الأميركيين، مفادها أن القوة العسكرية وحدها لا تضمن النجاح الاستراتيجي.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى أن التصريحات الإسرائيلية بشأن تدمير مكونات البرنامج النووي الإيراني لم تجد ما يؤيدها، إذ تفيد التقييمات الاستخبارية الغربية بأن المكونات الأساسية لتطوير السلاح النووي لا تزال سليمة، وأن “إسرائيل” لم تتمكن من تحقيق هدف “تقويض قوة الردع الإيرانية”.

وأضافت المجلة أن المفارقة تكمن في أن تحركات واشنطن وتل أبيب ربما ساعدت في “تطبيع فكرة السلاح النووي الإيراني” أكثر من أي خطوة اتخذتها طهران نفسها.

وفي الاتجاه ذاته، توصل تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إلى الخلاصة نفسها، مؤكّدًا أن الهجوم الأميركي على إيران شكّل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، وأسهم في تبرير اعتداءات غير قانونية من قبل دول مارقة.

ورأى التقرير أن التدخلات المتسرّعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تزيد إلا من تعقيد المشهد العالمي وخطورته، مشيرًا إلى أن العدوان على إيران استند إلى ادعاءات زائفة، إذ لم تجد مزاعم بنيامين نتنياهو بأن البرنامج النووي الإيراني يهدف إلى التسلح أي دعم من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية التابعة للبنتاغون، ولا من الأمم المتحدة.

المصدر: موقع المنار