دراسة علمية جديدة لفريق مركزجامعة المنصورة للحفريات الفقارية - بوابة فكرة وي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دراسة علمية جديدة لفريق مركزجامعة المنصورة للحفريات الفقارية - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 07:15 مساءً

نشرت نتائج الدراسة في مجلة "Evolution" المرموقة، وهي من أعرق الدوريات المتخصصة في علوم التطور، موضحة أن الحيتان القديمة بدأت في تكبير أدمغتها قبل أن تترك اليابسة بالكامل، بينما احتفظت في الوقت ذاته بحاسة الشم التي ورثتها من أسلافها البرية.

تناولت الدراسة تحليلًا دقيقًا لتجويف الدماغ في نوعين من الحيتان البرمائية المنقرضة المكتشفة في مصر، وهما: "Protocetus atavus" الذي عاش قبل نحو 43 مليون عام، و"Aegyptocetus tarfa" الذي عاش قبل نحو 41 مليون عام، وينتمي كلاهما إلى عائلة "البروتوسيتيدات"، وهي مجموعة من الحيتان المنقرضة التي كانت تحتفظ بأطراف رباعية وتمارس نمط حياة برمائيّة، وتمثل مرحلة انتقالية فريدة بين الحياة على اليابسة والتكيف الكامل مع البيئة البحرية.

تمكن الفريق العلمي من إعادة بناء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لتجويف الدماغ والجهاز الشمي باستخدام تقنيات التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة، مما أتاح لأول مرة رؤية واضحة لكيفية تطور البنية العصبية والحسية في هذه الحيتان خلال انتقالها من الحياة البرية إلى البيئة البحرية، كما قارن الفريق نتائجه بقاعدة بيانات ضخمة تضم عشرات الثدييات البرية والبحرية الحديثة والمنقرضة، لوضع هذه الأنواع في سياق التطور العام للثدييات.

من جانبه، عبر الدكتور شريف خاطر عن فخر جامعة المنصورة بالمشاركة في هذا الإنجاز العلمي الدولي المرموق، مؤكدًا أن المركز يواصل ترسيخ مكانة الجامعة في مصاف الجامعات العالمية في مجال البحث العلمي والابتكار، كما أشاد بالجهود البحثية الاستثنائية لفريق مركز الحفريات وحرصه على التعاون الدولي، الذي أثمر عن نشر هذه الدراسة المتميزة.

هنأ الدكتور شريف خاطر أسرة مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية وكافة منسوبي الجامعة على هذا الاكتشاف، الذي يعد إنجازًا كبيرًا وتميزًا غير مسبوق يُضاف إلى سجل الجامعة الحافل بالإنجازات العلمية والبحثية، إذ يسهم في رفع اسم جامعة المنصورة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ويؤهلها لتكون في صدارة التنافس العالمي في مجالات الريادة والبحث والابتكار.

كما أشاد رئيس الجامعة بالدور الكبير الذي يقدمه قطاع الدراسات العليا والبحوث، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس جهود الجامعة المستمرة في دعم وتطوير منظومة البحث العلمي، وتعزيز جودة الأبحاث ونشرها في دوريات دولية مرموقة، بما يرسخ مكانة جامعة المنصورة كإحدى أهم المؤسسات الأكاديمية والبحثية على المستويين الإقليمي والدولي.

أعرب الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، عن اعتزازه بما يحققه مركز الحفريات من إنجازات نوعية، مشيرًا إلى حرص الجامعة على دعم الباحثين وفتح آفاق جديدة للعلم والابتكار، إيمانًا بدور البحث العلمي في خدمة المجتمع وتعزيز القوة الناعمة لمصر.

أكد الدكتور هشام سلام أن الحفريات المصرية لا تزال تمثل منجمًا ثريًّا لفهم التحولات التطورية الكبرى، مثل تطور الحيتان، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تعد نافذة فريدة لفهم المرحلة التي بدأت خلالها الحيتان تنفصل إدراكيًّا عن الحياة البرية، بينما ظلت حواسها على صلة وثيقة ببيئتها الأصلية.

أوضح عبدالله جوهر، عضو فريق "سلام لاب" وطالب الدكتوراه بجامعة ولاية أوكلاهوما بالولايات المتحدة، وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن النتائج تسلط الضوء على مرحلة دقيقة في تطور الحيتان، حيث أظهرت أن تضخم الدماغ بدأ قبل الانتقال الكامل إلى البيئة البحرية، مما يشير إلى أن التطور العصبي والإدراكي سبق التكيف مع الحياة المائية، كما أكد أن احتفاظ هذه الحيتان البرمائية بحاسة الشم يكشف عن استمرار بعض الوظائف الحسية الموروثة خلال تلك المرحلة الانتقالية من التطور.

يُذكر أن حفريات حوت "Protocetus" اكتُشفت بجبل المقطم بالقاهرة في نهاية القرن التاسع عشر، بينما اكتُشف حوت "Aegyptocetus" في وادي طرفة بالصحراء الشرقية عام 2011، وقد أظهرت النتائج أن "Protocetus atavus" امتلك دماغًا كبيرًا نسبيًّا مقارنةً بالحيتان الأخرى التي عاصرته، مما يشير إلى أن تضخم الدماغ (Encephalization) بدأ مبكرًا قبل التحول الكامل إلى الحياة البحرية، ورغم اختلاف بنية دماغه عن الحيتان الحديثة، فإن حجمه الكبير نسبةً إلى الجسم يعد مؤشرًا على تطور مبكر في القدرات الإدراكية، أسهم لاحقًا في سيادة الحيتان بالبيئة البحرية.

كما كشفت الدراسة أن كلا النوعين احتفظا بجهاز شم متطور لرصد الروائح المحمولة جوًّا، وهي قدرة فقدتها الحيتان المسننة المعاصرة، وتكاد تختفي في الحيتان البالينية، وهذا يدل على أن هذه الحيتان القديمة كانت لا تزال قادرةً على استخدام حاسة الشم فوق سطح الماء، لاكتشاف الفيرومونات أو الإشارات الكيميائية المرتبطة بالتواصل أو التزاوج على الأرجح، بينما كانت تفقد هذه الوظيفة خلال الغوص بسبب كتم النفس تحت الماء.

يشار إلى أن هذا الإنجاز العلمي تم بمشاركة فريق بحثي دولي من علماء من أوروبا وأمريكا الشمالية وأفريقيا، مما يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون العلمي العابر للقارات في دراسة واحدة من أهم التحولات في تاريخ الحياة. 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق