نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كلفة المواجهة أقل من الاستسلام.. المقاومة الخيار الأنسب - بوابة فكرة وي, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 06:55 مساءً
تطرح في هذه الأوقات الكثير من السرديات الحالمة التي تتحدث طورًا عن ضرورة الرضوخ لواقع أن العدو أقوى من أن يواجه، وصولًا لبعض من يحلم بالاستسلام للعدو تحت مسميات مختلفة منها التطبيع أو “السلام”، وما بينها من طروحات أنه يجب تسليم سلاح المقاومة رضوخًا للضغوطات الأمريكية والغربية والإسرائيلية والإقليمية.
والحقيقة أن كل هذه الطروحات يجب تقييمها من الخلفية التي ينطلق منها كل من يطرحها، فلعل البعض يرغب منذ عشرات السنوات بعقد “اتفاق سلام” مع العدو، وهذا يمثله نفس الفريق الذي يحلم بـ”العصر الصهيوني للبنان” منذ اتفاقية “17 أيار”. والبعض فعلاً يرغب بالتخلص من المقاومة التي عرّته لسنين طويلة، وهو من يقف خلفه من الأنظمة العربية التي تخلت عن القضية الفلسطينية وتريد الهروب إلى الأمام من مسؤولياتها التاريخية. والبعض ربما يتنكر للواقع تحت وطأة الرضوخ للضغوط الأمريكية الإسرائيلية العربية، وخوفًا على مصالحه أو مستقبله السياسي، ويريد نقل “البارودة” من كتف لآخر معتقدًا أن المعايير اختلفت وموازين القوى مالت لصالح العدو مقابل محور المقاومة.
لكن ماذا لو تم طرح المسائل بشكل مختلف وانطلاقًا من خلفيات أخرى أكثر وطنية وقومية؟ ماذا لو قدمت المسألة على أنه لا مجال قانوني وشرعي وأخلاقي للتعامل والتقارب أو التراخي بوجه العدو، كما أعلن في يوم من الأيام الإمام المغيب السيد موسى الصدر بأن “التعامل مع إسرائيل حرام”؟ وهنا الحرمة واقعة على كل تعامل مع العدو سواء سياسي أو اقتصادي أو ثقافي…. وبالتالي هنا يجب أن يطرح السؤال الأهم: ماذا عن الكلفة التي ستدفع عند المواجهة مع هذا العدو؟ وأيهما أعلى: كلفة المواجهة أم كلفة الاستسلام؟ وهل كلفة الاستسلام أقل كلفة من المواجهة؟
وهذه التساؤلات لا يجب أن تقيم بفترة زمنية قصيرة نسبيًا وإنما يجب تقييمها مع لحاظ الفترات الزمنية الأطول نسبيًا. فهل الاستسلام سيكون من مصلحة شعوب ودول هذه المنطقة؟ أم العكس، المواجهة هي الأفضل والأربح والأكثر نفعًا، فيما لو أخذنا الأمر من باب التقييم المصلحي.
حول كل ذلك قال مدير “مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير” هادي قبيسي في حديث لموقع قناة المنار إن “كلفة تسليم السلاح هي إبادة بيئة المقاومة مثل غزة تمامًا”. ولفت إلى أن “كيان الاحتلال بدأ اعتداءاته على لبنان منذ عام 1948 حيث كانت أراضي جنوب لبنان حتى نهر الأولي ضمن المشاريع التي وضعت خرائطها الوكالة اليهودية، وبقيت تلك الأراضي محط أنظار الاحتلال”. وتابع “لاحقًا بعد بدء المقاومة عام 1969 استمرت الاعتداءات حتى عام 1982 حيث ركبت الاستخبارات الصهيونية حادثة مصطنعة لاغتيال سفير الاحتلال في بريطانيا واتهمت المقاومة الفلسطينية لتوفير ذريعة لاجتياح لبنان والتخلص من التهديد الذي تمثله الفصائل الفلسطينية”.
وأشار قبيسي في حديث خاص لموقع قناة المنار إلى أنه “بعد اجتياح بيروت وخروج قوات المقاومة إلى تونس استمر الاحتلال لمدة 18 عامًا ولم يخرج إلا تحت ضغط العمليات المتواصلة”. وأضاف “لاحقًا استغل كيان العدو عام 2006 حادثة أسر جنديين ليشن عدوانًا انتقاميًا من المقاومة التي حررت الأرض وأطلقت شعار بيت العنكبوت، لكن نتائج الحرب كانت هزيمة الاحتلال وفشله”.
وأوضح قبيسي أنه “جاءت حرب طوفان الأقصى ومشاركة المقاومة لتشكل مستوى غير مسبوق من المواجهة بين لبنان وكيان الاحتلال، والتي تميزت بالتركيز الكبير على الأهداف العسكرية للمقاومة وإرسال الإنذارات قبل قصف المناطق المدنية وذلك خوفًا من استهداف المستوطنين والبنى المدنية للاحتلال”.
وقال قبيسي “أما في ساحة غزة التي افتقدت للسلاح الثقيل فقد استطاع العدو ارتكاب إبادة جماعية شاملة دون أي عقاب أو تكافؤ رادع”. وتابع “يحاول العدو بالتعاون مع وكلائه في لبنان، داخل وخارج مؤسسات الدولة، حرمان لبنان من القوة الرادعة المتمثلة بالصواريخ الباليستية، وذلك ليتسنى له تحقيق الأحلام القديمة بالسيطرة على الجنوب وتشريد أهله وإحلال المستوطنين مكانهم”.
وهنا من المفيد التذكير بكلام سابق لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله يوم 17-9-2022 حيث قال إن “الضمانات الأمريكية لم تحمِ الفلسطينيين ولا اللبنانيين في صبرا وشاتيلا، والضمانات الأمريكية لا تحمي الآن الفلسطينيين حتى عندما التزموا باتفاقية أوسلو، وهذه أيضًا شاهد من الواقع المعاصر. عادة نقدم شواهد من التاريخ، مثل حادثة المختار الثقفي والذين كانوا معه، الذين سلموا سلاحهم بنية الأمان وفي يوم واحد ذبحوهم، 7000 مقاتل في يوم واحد ذبحوا مثل الغنم”. وتابع “عندما يغادر المقاتلون أو يسلمون أسلحتهم ويثقون بضمانات العدو إنما يسلمون رقاب رجالهم ونسائهم وأطفالهم وحتى الأجنة في بطون الأمهات، يسلمونها للذبح…”.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق