أعلنت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA) عن سحب عاجل لدفعة محددة من دواء "تاموكسيفين" بتركيز 20 ملغ، وهو علاج يومي تعتمد عليه أكثر من نصف مليون امرأة ناجية من سرطان الثدي. جاء القرار عقب فشل الدواء في اجتياز اختبارات الذوبان التي تضمن امتصاص المادة الفعالة في الجسم بشكل فعّال.

أوضحت الهيئة أن الدفعة المتأثرة تحمل الرقم HZ10030 ومن إنتاج شركة Wockhardt UK Limited، وتنتهي صلاحيتها في أبريل 2027. ورغم عدم تسجيل أي حالات ضرر أو شكاوى حتى الآن، إلا أن الهيئة أكدت أن إجراء السحب يأتي بشكل احترازي للحفاظ على سلامة المرضى وتفادي أي مضاعفات محتملة.

ويُعد "تاموكسيفين" أحد أعمدة العلاج والوقاية من سرطان الثدي، حيث يُستخدم لتقليل احتمال عودة المرض بنسبة تصل إلى 45%، ويُوصى به أيضاً للنساء المعرّضات لخطر الإصابة. يعمل الدواء عن طريق منع تأثير هرمون الإستروجين على الخلايا السرطانية، ما يساعد في إبطاء نمو الأورام أو إيقافها.

وشددت MHRA في بيانها على ضرورة مواصلة المرضى تناول الدواء وعدم التوقف عن استخدامه دون استشارة طبية، داعية الصيادلة إلى التوقف الفوري عن صرف الدفعة المتأثرة. كما حثّت المرضى على مراجعة الأطباء في حال ظهور أي أعراض مقلقة، مع إمكانية الإبلاغ عنها عبر نظام "البطاقة الصفراء" المخصص لمتابعة الآثار الجانبية.

يُذكر أن "تاموكسيفين" بدأ كمحاولة لتطوير حبوب منع الحمل في ستينيات القرن الماضي، قبل أن يتحول في الثمانينيات إلى أحد العلاجات الفعالة لسرطان الثدي. ومنذ عام 2013، أُدرج ضمن الأدوية الوقائية المُوصى بها في بريطانيا، ويُستخدم حالياً لدى نحو 80% من المصابات بالمرض.