أعربت رابطة علماء الأردن عن استنكارها الشديد لتصريحات رسمية دعت إلى "اختيار أنواع جيدة من الخمور" أو تنظيم بيعها ببطاقات خاصة، معتبرة أن ذلك "مخالف صريح لأحكام الشريعة الإسلامية ومنافٍ للقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع الأردني".

وفي بيان شديد اللهجة صدر عقب تصاعد الجدل المجتمعي إثر تكرار حالات التسمم الناتجة عن تعاطي خمور مغشوشة، أكدت الرابطة أن تحريم الخمر "أمر قطعي ثابت في نصوص القرآن والسنة"، وأن أي محاولة لتسهيل تعاطيها أو تقنين بيعها يعد "تشجيعًا على معصية محرّمة وخطوة خطيرة نحو تطبيع منكر عظيم".

ورفضت الرابطة بشكل قاطع ما وصفته بـ"محاولات تنظيم سوق الخمور"، محذّرة من تداعيات صحية واجتماعية مدمّرة، مثل تشمع الكبد، والانهيار الأسري، وارتفاع معدلات الجريمة، ودعت إلى التصدي لمثل هذه التوجهات حفاظًا على هوية المجتمع وثوابته الدينية.

وفي الوقت نفسه، شددت الرابطة على ضرورة عدم الشماتة بضحايا التسمم، داعية إلى التعاطف والدعاء لهم، والاعتبار من هذه الحوادث، التي رأت فيها "إنذارًا يجب أن يُؤخذ بجدية تامة".

ويأتي البيان في ظل تصاعد الغضب الشعبي والديني بعد وفاة سبعة أشخاص في محافظة الزرقاء الأسبوع الماضي جراء تناول كحول ميثيلي (ميثانول) سام، في واحدة من أسوأ حوادث التسمم في البلاد.

وكان المدير العام لمؤسسة الغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، قد أعلن عن إغلاق أحد المصانع وثلاثة خطوط إنتاج بعد اكتشاف وجود مادة الميثانول السامة في خزاناته، مؤكدًا أن التحقيقات جارية لتحديد مصادر المواد السامة المتسببة في الوفيات.

وأوضح مهيدات أن فرقًا أمنية وطبية مشتركة باشرت التحقيق فور وقوع الحادثة، وأن التحاليل الأولية كشفت وجود الميثانول في أجسام الضحايا، وسط مؤشرات على احتمال وجود مواد أخرى ساهمت في ارتفاع عدد الوفيات.

ويثير هذا الجدل تساؤلات حادة في الأوساط الأردنية حول سبل الحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالخمور، دون المساس بالثوابت الشرعية في مجتمع محافظ يتمسّك برفض الخمر رفضًا قاطعًا.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك